حقق منتخبنا الأولمبي لكرة القدم المركز الثاني في البطولة الخليجية الأولى التي استضافتها المملكة العربية السعودية بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب، غير أن إخفاقات الكرة ظلت متواصلة من دون حد لنهايتها، وكما هي العادة كان المركز الثاني أكثر ما تستطيع كرتنا المحلية تحقيقه!
المنتخب الأولمبي قدم أداء رائعا تجاوز به جميع الترشيحات التي سبقته، كما تجاوز بأدائه القوي مرحلة الإعداد السيئة التي خاضها قبل البطولة، إذ لم يتدرب أكثر من أسبوع للمشاركة في حدث بحجم البطولة الخليجية!
منتخباتنا لكرة القدم تملك رحلة عشق مع المركز الثاني في البطولات الخليجية، إذ عجزت جميع فرقنا ومنتخباتنا عن تحقيق أية بطولة خارجية حتى الآن على رغم أننا كنا قريبين في كثير من الأحيان من التتويج بأحد الألقاب وكان آخرها مع المنتخب الأولمبي حديثا فإن الطبع غلب التطبع كما يقولون وخسرنا اللقب الذي كنا قريبين منه.
منتخباتنا التي تحقق المركز الثاني في البطولات الخليجية وتكون قريبة من الفوز باللقب دائما ما تكون قد مرت بمرحلة إعداد سيئة أو متواضعة قبل البطولة، وحين يكون المسئولون بعيدين تماما عن هذه المنتخبات يتركونها تعمل بكل هدوء ومن دون أي ضغوط ومن دون إعداد أيضا!.
اللاعبون البحرينيون ومن خلال التجارب السابقة أثبتوا أن المعسكرات الطويلة وفترة الإعداد المبالغ فيها عادة ما تنعكس سلبا عليهم بعكس فترات الإعداد القصيرة والسريعة التي تمر من دون ضغوط أو مشكلات وتشنجات بين اللاعبين أو المدربين أو الإداريين ما يمكن الفريق من تقديم أفضل ما لديه في البطولات.
اللاعب البحريني دائما ما يكون غير قادر على تحمل الضغط النفسي الكبير الذي قد يرافقه وهو يحب الابتعاد عن ضغط الجمهور أو وسائل الإعلام أو المسئولين، ورأينا كيف أن منتخبنا الأول وفي تصفيات كأس العالم يلعب خارج أرضه بشكل أفضل من اللعب على ملعبه حتى أنه عجز لفترة تجاوزت العام عن تحقيق الفوز في أية مباراة على الاستاد الوطني.
في المباريات الحاسمة والمهمة عادة ما تسقط الكرة البحرينية على مستوى المنتخبات أو الأندية وذلك لسقوط اللاعبين نفسيا قبل سقوطهم الفني.
النفسية تلعب دورا مهما في تحديد مستوى اللاعب البحريني الذي يتأثر كثيرا بالضغوط كما يبدو ويصعب عليه تجاوزها داخل الملعب فترى أن أرجل اللاعبين في المباريات المصيرية كأنها مربوطة لا يستطيعون الحراك.
منتخبنا الأولمبي بدأ البطولة الخليجية من دون أي ضغوط أو ترشيحات ومن دون إعداد أيضا فحقق الفوز في أولى مبارياته على عمان 2/1 ومن ثم على الكويت 3/1 ليتحول إلى المرشح الأول للقب غير أنه سقط بعد ذلك بالتعادل أمام قطر في الدقائق الأخيرة قبل أن يخسر مباراته الحاسمة أمام السعودية بهدف للاشيء.
منتخباتنا وأنديتنا بحاجة للهدوء والاستقرار في المشاركات الخارجية لتحقق نتائج طيبة في حين أن الضغوط ووجود المسئولين يطيح بالمنتخب عادة!
انطلاق بطولة الإثارة
انطلقت أمس الأول الأحد بطولة الأمم الإفريقية التي تستضيفها غانا، لتعلن بذلك انطلاق الإثارة الكروية غير المحدودة من خلال التنافس القوي بين اللاعبين الأفارقة الذين لا يعرفون اليأس أو التعب داخل الملعب، وهم يجرون وراء انتصارات منتخباتهم إلى جانب سعيهم الشخصي للحصول على عقود أوروبية أكثر قيمة.
البطولة الحالية لا يوجد فيها أي منتخب ضعيف وهناك ربما 8 منتخبات أو أكثر مرشحة بدرجة أو أخرى للمنافسة على اللقب، فنيجيريا وساحل العاج والسنغال والكاميرون والمستضيف غانا إلى جانب حامل اللقب مصر والمنتخب العربي القوي تونس وكذلك المغرب كلها مرشحة بقوة لحيازة اللقب أضف إلى ذلك أنغولا التي تمكنت من التأهل لكأس العالم الأخيرة في ألمانيا ومالي المنتخب الإفريقي القوي.
هذه المنتخبات العشرة القوية تبدو أكثر حظوظا في حين أن المنتخبات الستة الأخرى لا تقل قوة، وهي مستعدة لإحداث المفاجآت المدوية بما تمتلكه من لاعبين مميزين، لذلك فإن هذه البطولة هي الأقوى منافسة وإثارة بين البطولات القارية.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1964 - الإثنين 21 يناير 2008م الموافق 12 محرم 1429هـ