على أبواب انعقاد اجتماع «أوبك» المقبل، طالب وزير الطاقة الأميركي صمويل بودمان منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بزيادة انتاجها من النفط. يشار إلى أن منظمة أوبك ستعقد لقاء في العاصمة النمسوية (فيينا) مطلع شهر فبراير/ شباط المقبل لبحث حصص الانتاج التي رفضت المنظمة زيادتها في اجتماعها الأخير في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2007. وكان عدد من وزراء نفط دول «أوبك» المحوا إلى أن المنظمة قد لا تزيد الانتاج في اجتماعها المقبل.
وقال بودمان - مطالبا - عقب لقائه وزير النفط السعودي علي النعيمي في الرياض أن على «أوبك» زيادة انتاجها لمواجهة تزايد الطلب. وياتي اللقاء بعد أيام من طلب مماثل أعلنه الرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارته إلى السعودية.
وكان بوش دعا في السعودية إلى المساعدة في التخفيف من «حرارة» أسعار النفط المرتفعة، والتي بدأت في تهديد الاقتصاد الأميركي، حسب إدعائه، من خلال مساعدة الدول المصدرة على زيادة العرض النفطي في الأسواق.
وقال بوش إنه يأمل في أن تبحث منظمة «أوبك» تغيير مستوى الانتاج لأنه، على حد قوله «إذا عانى أحد أكبر الاقتصادات المستهلكة للنفط، فإن هذا يعني مشتريات أقل من النفط والغاز».
عدة أمور يتعمد بودمان وبوش تجاهلها: الأمر الأول هو أن أرقام «أوبك» تؤكد أن المعروض النفطي في السوق العالمي أكثر من الطلب، الأمر الذي من شأنه أن يجعل أسعار النفط تستقر قرب حاجز 90 دولارا للبرميل، منخفضة عن مستوى 100 دولار الذي وصلت اليه في بداية هذا العام. والأمر الثاني هو أن الأرقام الأميركية تؤكد، بخلاف ما يحاول أن يوهمنا به الإثنان، أن المخزون الأميركي يتمتع بزيادة تفوق ما كان متوقعا.
الأمر الثالث هو أن وكالة الطاقة الدولية خفضت بالفعل توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2008 بأكثر من 170 ألف برميل يوميا عن توقعاتها السابقة. الأمر الرابع وهو في غاية الأهمية، أن الأحوال لم تعد كما كانت عليه في السبعينات عندما حدثت أول صدمة لارتفاع أسعار النفط. فاليوم، وكما يقول التحليل الذي نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية الصادرة بتاريخ 4 يناير 2008، وجاء على صفحتين كاملتين وكتبه داني فورتسون، ويرى فيه أنه من المستبعد حدوث انخفاض مرة أخرى إذ تختلف أسباب الارتفاع هذه المرة عما حدث فى السبعينيات من القرن الماضى إذ انخفضت الأسعار نتيجة زيادة الانتاج، إذ إن السبب الأساسى لارتفاع الأسعار الآن هو دخول مستهلكين عمالقة جدد إلى الساحة مثل الصين والهند.
ويقول الكاتب «إن ثلاثة مليارات شخص فى آسيا لم يكونوا يشكلون ثقلا كبيرا فى السبعينيات من القرن الماضي وقد دخلوا الآن ساحة التنافس على الطاقة، بل إن بعض الخبراء يعتقدون أن أسعار النفط ستستمر فى الارتفاع لتصل خلال ثلاث إلى خمس سنوات إلى 150 دولارا للبرميل».
الأمر الخامس هو أن أميركا ذاتها تساهم بشكل مباشر في رفع أسعار النفط من خلال دورها في إثارة المشكلات والقلاقل التي تعصف بالأوضاع في مناطق النفط وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا . هذا مايشير إليه بشكل غير مباشر وزير النفط الجزائري، رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، شكيب خليل حين يؤكد «أن أسعار النفط ستبقى على ما هي عليه حتى نهاية شهر مارس/ آذار المقبل».
وأضاف خليل أن اسعار النفط «قد تتجه إلى الاستقرار في الربع الثاني من السنة». وعزا خليل ارتفاع الأسعار الحالي إلى التوتر في باكستان وتصاعد أحداث العنف في نيجيريا التي هي أكبر منتج للنفط في إفريقيا. الأمر السادس هو أن ارتفاع الأسعار ليس مصدره النقص في الإنتاج فقط، وإنما يعود - حسب أحد تقارير أوبك - إلى قيود طاقة المصافي وعوامل أخرى خارج سيطرتها.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1964 - الإثنين 21 يناير 2008م الموافق 12 محرم 1429هـ