العدد 1964 - الإثنين 21 يناير 2008م الموافق 12 محرم 1429هـ

أين العدالة الاجتماعية؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

عندما نعيش في ظل أنانية بعض المسئولين، فإننا لا نستطيع أن نطالب المواطنين بشد الأحزمة أو الاستمرار في العطاء والتضحية مادام هناك شعور بعدم القدرة على مواكبة متطلبات المعيشة بما يتناسب والبحرين كدولة خليجية.

إن ما يطلبه المواطن يتمثل في نعمة الحقوق راحة البال بالنسبة إلى الجانب المعيشي، والمشاركة الفعلية بالنسبة إلى الجانب السياسي، والعدالة الاجتماعية بالنسبة لتوزيع الثروة. ولكن ما نراه هو أن الفقير يزداد فقرا، والغني يزداد غنى، والطبقة الوسطى تنكمش باستمرار لتلتحق بالطبقات الدنيا داخل مجتمعنا. حاليا لا يهنأ في العيش إلا نفر قليل، وهناك بعض من هذه القلة استطاعت العيش بوفرة من خلال التملق والعيش على العطايا جراء خدمات النفاق، وهذا النوع هو الذي يزداد ثراء يوما بعد يوم وهو المقرَّب للدولة في كل شيء، وهو الذي يتسلم المناصب والتعيينات التي لا يمكن أن يتخيلها المواطن العادي. وترى هذا النوع من المتملقين يصطفون في مصاف الأثرياء الجدد، وجميعهم حسب التفصيل الذي تريده بعض جهات الدولة.

إن هذه الشريحة تمتلئ جيوبها وأرصدتها البنكية من دون مجهود سوى أنها تتلاعب بالمبادئ أو تزايد على بعضها البعض في التملق، وتحرق مشاعر الناس وتجعلهم بعيدين في مشاعرهم عن الدولة التي لا ترحب إلا بأمثال هؤلاء.

هذه النماذج التي نراها في الواقع المعاش تحدثنا عن أنانية الجهات الرسمية التي قتلت الإبداع في النفس البحرينية، وحولت شريحة متهالكة على ماديات الحياة، بينما يعاني الناس من الغلاء من دون حلول جذرية، سوى إهانات بوعود لا يثق بها أحد تتحدث عن ملايين الدنانير التي ربما تنتهي إلى الدائرة الأنانية ذاتها.

تحدثت الحكومة عن احتمال صرف 40 مليون دينار لمساعدة المواطنين في مواجهة الغلاء، ثم قال عدد من النواب إن الحكومة قلّصت هذا الرقم إلى 8 ملايين دينار، لأنها ستشمل بالأربعين مليون دينار كل المواد التي تحصل حاليا على الدعم. وبعد أنْ أحدث هذا الكلام ضجة عند الناس، نفت الحكومة الموضوع وقالت إنها لم تقرر بعد ماذا ستفعل، وفي كل الأحول فإن الدعم أصبح من باب «صدّق أو لا تصدّق»!

الغريب ان الجهات الرسمية لا تبخل على فئات معينة وتبذر الأموال في كل جانب، ولكنها تتردد ألف مرة إذا كان الأمر يتعلق بكل الناس.

إن غلاء اليوم ليس كغلاء الأمس، ومن كان يستطيع العيش بمستوى معيّن, هو الآن في محل صراع إذ إنه حتى أسعار الطعام ارتفعت ولم يبقَ شيء إلا وارتفع... فأين خطط رفع مستوى المعيشة وأين العدالة الاجتماعية في هذا البلد؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1964 - الإثنين 21 يناير 2008م الموافق 12 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً