لم يكن الطرح الذي سنتناوله اليوم هو طرح جديد، بقدر ما هو طرح متجدد مثله مثل أمراض عضال كثيرة لم تجد النور في تعديل أوضاعها أو تصحيح اعوجاجها الذي يزداد يوما بعد يوم، وصلنا الى اننا قد تعودنا عليه أو هو تعود علينا لا أعلم.
شهر ديسمبر هذا العام هو شهر مميز بإجازاته الطويلة جدا، أصحاب الاعمال يرونه شهرا عسيرا عليهم يدفعون رواتب لموظفيهم من غير انتاجية وهذا صعب عليهم ان يروا موظفيهم في بيوتهم ورواتبهم تمشي، غير ان الموظفين (زي حلاتنا) يرونه شهرا عسيرا عليهم ايضا من منظور آخر، فجلوس الاولاد في البيت فيه أعباء ومتطلبات أكثر من الايام العادية فيتحول الاولاد الى «قطاوة مطابخ» وتزداد أوزانهم من الجلوس أمام التلفزيون ساعات وأيام تلك الاجازات، كما ان هذه الاجازات تطلب تغيير للبرامج سواء على مستوى الخروج والتنزه او المشاركة في الفعاليات المصاحبة لأي مناسبة تسببت في الاجازة الطويلة.
اننا لا ندعو الى التقليل من الاجازات فهي مطلب للجميع وهي حق من الاساس بقدر ما نطلب التجهيز لهذه الاجازات من حيث استيعاب المناطق الترفيهية وتعددها ورفع مستواها بحيث يتوزع الناس على كل مكان ولا يقتصر الاستقبال عن مكان دون آخر، ناهيك عن أزمة الازدحامات اليومية التي تزداد أضعافا مضاعفة في أيام الاجازات كونها ذروة لا يمكن ان تُحتمل!
فحدائقنا تمشي بالبركة هي هي من أكثر من عشرين سنة، وزيارة الى الحديقة المائية خير دليل، وعندما تأتي لزيارة حديقة فيها الخير تغير رأيك وتتجه الى البيت ليلعب اولادك بلاي ستيشن أحسن وأريح لهم ولا هالزحمة المبالغ فيها في الحدائق المُسماة عدلة.
ولا تنسوا بعد، بأن حدايقنا تغص مو بس من المواطنين والمقيمين، ولكنها تغص أيضا من مواطنين جدد يريدون ان يستمتعوا ويقضوا وقتا ممتعا مع أولادهم... وهذا حقهم... وإلا ويش رايكم؟
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2283 - الجمعة 05 ديسمبر 2008م الموافق 06 ذي الحجة 1429هـ