إلى أين يقودنا طوفان التجنيس الذي بدأت نتائجه السلبية تتضح يوما بعد يوم؟ في العام الماضي قام العداء الكيني الأصل البحريني الجنسية مشير سالم بالمشاركة في ماراثون طبريا، وتناولته وسائل الإعلام ما سبب لنا إهانة كبيرة لمشاركته مع الصهاينة في مسابقة ماراثون أغرته جوائزها وشارك من دون علم من الاتحاد البحريني لألعاب القوى، واليوم يفجر العداء الكيني الآخر يوسف سعد كامل مفاجأة آخرها تهديده بالاستغناء عن تمثيل مملكة البحرين متهما اتحاد ألعاب القوى بعدم دفع رواتبه ومستحقاته ومعاملته بطريقة سيئة، فيما ينفي الاتحاد هذه الادعاءات ويؤكد أن تصريحات العداء الكيني غير صحيحة، وأنه كثير المشكلات وله الكثير من السوابق المماثلة، إذا ما الذي يجعلنا نتمسك به؟ لسنا بحاجة للإنجازات التي سيحققها لنا كامل أو غيره من المجنسين، فإنجاز المجنس لا يقارن بإنجاز اللاعب البحريني!

في أولمبياد بكين الماضية حقق البطل العالمي رشيد رمزي ذهبية سباق 1500 متر ليسجل اسم المملكة في التاريخ بحروف من ذهب بهذه الميدالية الأولمبية، ولا أختلف بأن رشيد من اللاعبين الأبطال ومن أصحاب الإنجازات المشرفة، وهو لاعب ذو خلق عالي، لكنه في النهاية يبقى مجنسا وليس بحريني الأصل، فعندما فاز بالذهبية توجه إلى بلده المغرب مباشرة ليحتفل بهذا الإنجاز الذي يسمى للبحرين! ولم يأت للبحرين مباشرة! وعلى رغم ان وسائل الصحافة والإعلام البحرينية وقفت مع هذا الإنجاز وقفة مشرفة لأنه للبحرين، إلا أن تفاعل الشارع الرياضي لم يكن كبيرا، لأن الواقع يفرض نفسه وهو أن اللاعب ليس بحرينيا في الأصل.

ولنكن واضحين أكثر أن هؤلاء اللاعبين هم محترفون، أي أنهم يعيشون في أفضل حياة وغالبيتهم يعيشون في دول أوروبية ولهم أملاكهم الخاصة وثرواتهم التي كونوها من خلال هذه الرياضة والأجور المرتفعة التي يستلمونها من الجهات المعنية.

أما اليوم فأعتقد أننا اكتفينا منهم، ولنبدأ صفحة جديدة مع إنجازات تكون بحرينية خالصة 100 في المئة، ولا أعني أن نقوم بالتخلي عن المحترفين اليوم، بل يمكن بالشكل التدريجي من خلال إعداد لاعبين بحرينيين يحلون مكان هؤلاء المجنسين، فالبحريني لا ينقصه شيء للوصول إلى ما وصل إليه المجنس سوى الاهتمام نفسه الذي يحظى به المجنس