انقضت الـ10 أيام الأولى من شهر محرم، بعد أن ألَّفت هذه المناسبة العظيمة بين النفوس وجمعت بين الشركاء في الدين والفرقاء في المذهب، كما يحصل في كل عام، عندما ترى السني يشارك الشيعي في المأتم فيأكل معه من مائدة واحدة، ويقف معه في مواكب العزاء، ولكن ماذا بعد كل ذلك؟
أترى سينشط أصحاب الأقلام الموتورة والخطب العصماء كما هو ديدنهم الذي اعتدناه في بث الفرقة والشقاق بين أبناء الوطن الواحد بعد نهاية موسم عاشوراء؟ أوليس محرم درس واضح لهم على أن البحرينيين مهما اختلفوا في وجهات النظر يبقون مخلصين لهذه الأرض ومتحابين مع أهلها سواء كانوا يهودا أو مسيحيين أو مسلمين؟
على الشرفاء من علماء الدين والمثقفين وأصحاب الأقلام الشريفة، أن يزداد حراكهم هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى، فبعد انقضاء هذه المناسبة الدينية، سينكشف اللثام عن المتصيدين في الماء العكر والساعين إلى دس السم في العسل، وهؤلاء لا يستحقون إلا وقفة صادقة تصدهم وتردهم إلى جحورهم، حتى يبقى هذا البلد آمانا مطمئنا.
الحلقات التي بثها تلفزيون البحرين في ليلتي التاسع والعاشر من المحرم، واستضاف فيها علماء دين من الطائفتين الكريمتين، لهو تكريس حقيقي لمبدأ أن البحريني يجب أن يعرف بالمواطنة وليس بالدين أو المذهب، وكم تحتاج البحرين إلى مثل هذه البرامج ليس في محرم فقط بل على مدار العام.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1963 - الأحد 20 يناير 2008م الموافق 11 محرم 1429هـ