التوصيات التي حملها الاتحاد الدولي (الفيفا) لكرة القدم والآسيوي للاتحاد البحريني للكرة من أجل تطوير الكرة ورفع الكفاءة العملية والفنية بمسابقات الاتحاد اهمها تقليص عدد الأندية في الدرجة الأولى. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل أن «الفيفا» رفع توصياته بتقليص العدد من دون أن تكون هناك عوامل أخرى مساعدة للعامل المسبق في تطوير الكرة هنا في البحرين مثل تطوير البنية التحتية ووضع برامج الاتحاد وخططه الموسمية بصورة ثابتة وضخ موازنة كافية لكل الأندية من دون استثناء لتعديل أوضاعها على الطريق نفسه الذي ينشده الجميع.
هذه التوصيات التي ساقها لنا «الفيفا» و«الآسيوي» ما لم تتضمن تعديل البنية التحتية وإنشاء ملاعب صالحة ووضع موازنة تعدل وضع الأندية فلن يكون هناك تطوير حتى لو اجتهدنا في وضع المقترحات في آلية التغيير، ولن يفيدنا لا مقترح دوري الدمج والتصنيف لتقليص العدد ولا هبوط ثلاثة وصعود واحد على مرحلتين ولا هبوط اثنين وصعود اثنين كمقترح آخر.
فهذه المقترحات ساقتها الأندية لمصلحتها الخاصة، وفي الحقيقة لم نر مقترحا خرج من أفواه الأندية يصب في الصالح العام، وهذه سلبية كبيرة في كون هذه الأندية تفكر فقط في نفسها وتنسى العامل المهم في التطوير المنشود للكرة محليا وخارجيا.
نحن نقول اجعل عدد الأندية في الدرجة الأولى ما شئت 14 أو 12 أو 10 أو 8، ولكن هل هذا المقترح هو الحل الجذري لما تعانيه كرتنا من عدم استقرار لعدم وجود البنية التحتية الصالحة وسوء الملاعب الموجودة.
هل الـ 8 أندية علاج للمشكلة أم جزء من حل المشكلة الذي لن يتعدى 20 في المئة ان وجدت نسبة لهذا الحل!
على اتحاد الكرة أن يفكر طويلا في هذا الأمر قبل تطبيق وتنفيذ أي مقترح في الصعود والهبوط وآلية التصنيف في ذلك. ونحن نؤكد أن اتحاد الكرة يعلم ويدري ما تعانيه كرتنا وخصوصا في وضع جداول المباريات من عدم وجود ملاعب كافية تجعله يقف أحيانا مكتوف الأيدي لا حول له ولا قوة، وبالتالي فلإصلاح البنية التحتية للأندية الدور المؤثر في تطوير الكرة.
نحن نريد أن يرتفع الأداء الفني لدى الأندية كل الأندية، وهذا لن يكون إلا بإصلاح البنية التحتية بأندية نموذجية وبموازنة تساعده على حلحلة أموره خلال الموسم ليستطيع جلب المحترفين المتميزين الذين بهم يرتفع الأداء الفني بل وتضع الجوانب التحفيزية من مكافآت ومساعدات إلى جانب بند العقوبات لكل لاعب.
وبذلك نضمن أن الأداء الفني سيرتفع وفق هذا المنظور. ونأتي مرة أخرى للتقليص من دون إصلاح البنية التحتية ولا الموازنة التي يجب رصدها لهذا الأمر فنقول: لو قلصنا العدد إلى 8 أندية كم ناديا نضمن له المنافسة! فهل كل الأندية الثمانية ستدخل في المنافسة وسترفع من لهيبها، أم ان في البحرين هناك نادٍ واحد متفرد بصدارته و3 إلى 4 أندية أخرى تتنافس على اللحاق به، والأربعة أو الثلاثة الأندية الأخرى سيكون وجودها مجرد إثبات وجود وتحصيل حاصل! وبالتالي في ظل عدم وجود الدعم المادي لن تكون هذه الأندية على ما يرام بسبب الإحباط واليأس وستكون هناك بعض الغيابات من اللاعبين من دون مبرر، وستحدث المشكلات الداخلية في الطرق بعكس لو كان الدعم المادي موجودا في افتراضية المقترح بوجود 8 أندية وإصلاح البنية التحتية حينها لن نحتاج إلى تقليص العدد بل إلى زيادته.
قد يكون التقليص جزءا من الحل لعدم وجود البنية التحتية الصالحة والملاعب، ولكن ليس الحل الأمثل، وسنظل نعاني ونعاني على هذه الطريق ما لم تكن هناك خطوات عملية لإصلاح الخلل المستشري من عشرات السنوات الماضية لنتحول إلى ما هو عليه الآن أشقاؤنا في الخليج ونصل إلى المثالية الكروية.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1963 - الأحد 20 يناير 2008م الموافق 11 محرم 1429هـ