العدد 1961 - الجمعة 18 يناير 2008م الموافق 09 محرم 1429هـ

متبرعو الدم في عاشوراء

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المتبرعون بالدم في مركز النعيم الصحي انتظروا طويلا للحصول على فرصتهم لتلبية نداء «حملة الإمام الحسين (ع) للتبرع بالدم». وأعداد المتبرعين تزداد في كل عام، على حين ازدادت عدد حملات التبرع في كل أنحاء البحرين.

وزارة الصحة سارعت إلى الاشتراك في دعم حملات التبرع التي تستمر لعامها التاسع، كما استعدت هذا العام من خلال توسيع حجم بنك الدم؛ لكي يتحمّل عدد الأكياس المُتَبَرْع بها، التي تخصص كلها لخدمة كل من يحتاج إليها في البحرين. وتلجأ كل المستشفيات إلى بنك الدم المركزي الذي يعتمد حاليا بجزء مهم من احتياجاته على حملات التبرع في موسم عاشوراء.

الحملات منظمة بدقة من ناحية النظافة والنظام وربطها ببنك المعلومات عن الأشخاص، وتشخيص نوعيات الدم وتوجيه التبرعات بحسب احتياجات البحرين. وإذا كانت كل هذه الترتيبات تشير إلى شيء ما، فإنما تشير إلى طيبة شعب البحرين المحب والمعطاء لوطنه وأصالته. كما أن حكومة البحرين محظوظة أن لديها شعبا أصيلا محبا للخير كهذا الشعب. والتعاون الذي تبديه الحكومة في إنجاح حملات التبرع بالدم يمكن أن يعمم على مجالات الحياة الأخرى.

الطابور الذي كان ينتظر أمس في مركز النعيم الصحي؛ لكي يتبرع بالدم ليس طابورا خامسا كما يحاول بعض الغرباء عن ثقافة البحرين تسويقه من خلال ما يكتبونه ويبثونه من سموم في وسائلهم. هذا الطابور هو التعريف الحقيقي للبحرين. وهو الذي يفدي بدمه من أجل معالجة أي شخص يحتاج إلى العلاج، حتى لو كان من أولئك المتطفلين عليه من الذين يشتمونه ليلا نهارا.

البحرينيون الذين ينظمون حملات التبرع بالدم يستحقون مساندة أجهزة الإعلام الرسمية التي لم تتعب نفسها للنزول إليهم والتعرف إلى أحوالهم، وربما مازالت لا تعترف بهم، اللهم إلا في حال كانت هناك حاجة إلى التحريض عليهم من خلال بعض البرامج.

إن الشراكة المجتمعية بين الحملات الشعبية للتبرع بالدم مع وزارة الصحة يمكن أن تتخذ أنموذجا لشراكات مجتمعية مع كل وزارة من الوزارات الأخرى. ويمكن لتلك الوزارات أن تسأل مسئولي «الصحة» عن كيفية التعامل مع الناس في مجال مشترك. ويمكن أن نبرز الجوانب المضيئة من علاقات الدولة بالمجتمع ضمن المشترك الإنساني الذي يجمعنا على حب الخير للجميع.

كما أن منظمي الحملات يستحقون كل المساندة والعون، هناك الكثير من المؤسسات التي تساهم بشكل مباشر في دعم هذه المشروعات، وأجرها ليس فقط عند الله وإنما عند الناس الذين يذكرونها بكل خير.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1961 - الجمعة 18 يناير 2008م الموافق 09 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً