العدد 1961 - الجمعة 18 يناير 2008م الموافق 09 محرم 1429هـ

قاسم يدعو إلى الإفراج عن المعتقلين وحلحلة الملفات العالقة

مؤكدا أن دعوات التمييز في «النيابي» ستغلقه على مشكلة وطنية!

دعا خطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس إلى الإفراج عن جميع المعتقلين في الأحداث الأخيرة، مشيرا إلى أن ممارسات التعذيب التي أنتجت اعترافاتِ الشباب لا يمكن الأخذ بها لأنها جاءت تحت ضغوط كبيرة.

وقال قاسم:» الاعترافات المأخوذة في السجون لا تعطى اختيارا، فبعيد إلى حد بعد الاستحالة أن يتقدم شاب من الموقوفين ويعترف على نفسه بما يدينه بالسجن أو أكثر من السجن... اعترافات قائمة على الضغط الشديد، ويؤلمني جدا أن زوجة وربما أخا لسجين نقلا عن أن زوج المرأة مورس معه ما لا يحسن ذكره».

وأضاف «هكذا نقلت المرأة ونقل من معها، وكل ما قام على الإكراه، والإكراه باطل فهو باطل، فأي قرار من أي محكمة يقوم على هذه الاعترافات فهو حكم باطل، ونسأل لماذا نوع تحقيق ينتج ونوع تحقيق لا ينتج؟... في مسائل تصفية الشباب المؤمن يدعى أن هناك تحقيقا ولا يوقف أحد، وأي حادث من الحوادث التي تجري بسيارة أو شرطي فإنك تجد عددا هائلا ممن يحقق معهم ويعذبون وينتهون إلى محاكمة وحكم، نسأل ما السر من وراء ذلك؟ هل السر أن هناك تحقيقا يفعل وتحقيقا لا يفعل؟ هل السر أن التحقيقين يفعلان، تحقيق يأخذ الاسم ويمثل الدلال، وتحقيق يمثل الشقاء والعذاب؟ نحن هناك نطالب بكل شدة وبكل تأكيد بإطلاق الموقوفين كما أن أي حكم يأخذ على أي موقوف فهو حكم مأخوذ على اعتراف يأخذ بالقوة، ونطالب بمعالجة ملفات الوطن المختلف عليها».

نواب يدعون إلى التمييز!

وانتقل قاسم في خطبته إلى ما عنونه «نواب يدعون إلى التمييز»، قائلا:» كتل لا أفراد تدعو إلى التمييز الوظيفي، وماذا وراء التمييز الوظيفي؟ وكيف تدعو إلى التمييز الوظيفي؟ لأنها تعارض التحقيق في هذا التمييز، ومعارضة التحقيق في هذا التمييز يعني المباركة، ويعني الإمضاء والتصحيح والدعم لاستمرار الوضع! وإذا أمضيت التمييز الوظيفي فأنت تمضي خلفيته من قبله، وخلفيته هي التمييز الطائفي والمناطقي والطبقي والفئوي والقبلي والعنصري، فأنت من خلال المجلس النيابي صاحب دعوة للتمييز الطبقي الطائفي العنصري فأنعم بك من نائب... يريدون مجلسا لا يحاسب التمييز والغلاء، فإذا أرادوا مجلسا من هذا النوع فعليهم أن يغلقوا أبوابه».

وأوضح قاسم في ثنايا حديثه «عجيب كل العجب أن ممارسة التمييز والطائفية في نظر هؤلاء النواب ليس من الطائفية، أما طلب التحقيق في هذا التمييز فهو ضرب من الطائفية، أي تفكير هذا؟ هل ترون أن الشعب مجموعة أغنام وأبقار لا تفقه ولا تعي! أن يبقى المجلس على هذا الوضع فإنه يمثل كارثة ومأساة وسيغلق أبوابه على مشكلة وطنية كبيرة...».

عاشوراء الحسين (ع)

وتحدث قاسم عن مناسبة عاشوراء، مشيرا إلى أن «الإسلام ليس حاجة الله إلى الخلق، وإنما هو حاجة الخلق إلى الله، والإمامة هي كذلك، حاجة الخلق إلى الله وحاجة الخلق إلى الإسلام إذ لا إسلام كما هو للحق إلا بالإمامة. والإسلام والإمامة من أجل الإنسان، صناعة فكر، رقي مشاعر، استقامة حياة، راحة في هذه الحياة، علاقات، تقدم، أمن واستقرار... الإسلام والإمامة من أجل الإنسان الكامل، الإسلام الصاعد، ولا مجال ولا طريق لسعادة الحياة في الدنيا ولا للسعادة في الآخرة من دون ذلك الإسلام العظيم».

وقال: «وإحياء عاشوراء هو كيومها الأول، من أجل الإسلام ومن أجل الإنسان... عاشوراء وإحياء عاشوراء، من وظيفتها إحياء الإنسان وإحياء الإسلام. فلا شيء يصدق عليه إحياء لعاشوراء بعيد عن الهدف الكبير الذي تحركت من خلاله ثورة عاشوراء، فلنقس كل شعاراتنا بمقياس ما يوافق الحكم الشرعي ومنسجما مع الهدف الإلهي».

ولفت قاسم «ما عظمة عاشوراء إلا من خلال تقيدها بكل قيمة من قيمه وبكل حكم من أحكامه، ولا عظمة لإحياء الذكرى إلا بذلك، وإحياء ذكرى كربلاء ليس أكبر من كربلاء، وليس لكربلاء من قيمة عالية إلا من سمو هدفها وإمامها، وتقيدها بالحكم الشرعي في الموقف الفردي والجماعي».

وأوضح قاسم أنه «يأتي في إحياء عاشوراء ذكر المسألة البيئية والصحية، ونحن نعرف أن الإسلام من أجل الإنسان والبيئة وصحة الروح والبدن وصحة كل الأوضاع. ونحن مسئولون دينيا عن إصلاح البيئة وعن توفير الصحة، ومن الفساد الذي يظهر في الفساد بما كسبت أيدي الناس هو فساد البيئة والصحة، ونحن نعرف كل ذلك ونريد وعيا بيئيا ووعيا صحيا».

وقال قاسم: «هناك لونان من الاهتمام بالبيئة والصحة في محرم، هناك الأنشطة العملية التي تحافظ على سلامة البيئة وسلامة الصحة وتكثيف هذه الأنشطة نظرا إلى الاجتماعات الحاشدة التي قد تتسبب ملوثاتها في الإضرار بالبيئة، وهذه الأنشطة لا بد أن تتكثف في عاشوراء من أجل البيئة. أما مشاريع التثقيف والتوعية والشرح اللفظي أو استعمال الإيضاحات الأخرى فيجب أن تسبق عاشوراء... الهدف الذي يجب أن يكون حاضرا هو إحضار واعية الإسلام في شعور المؤمن. عاشوراء هو من أجل شد الأمة إلى الوعي الإسلامي، إلى الهم الإسلامي وإلى التفكير الإسلامي وتطبيق الإسلام. عاشوراء وعلى مستوى هدفه الأول كان من أجل الإسلام وكل شيء سينصلح إذا انشدت الأمة إلى سلامة إسلامها، فالمسلم لا يفرط بالبيئة ولا بالاقتصاد ولا أي شيء آخر».

وأضاف «عاشوراء هي ثورة بضرورة تذكير الأمة بالإمامة الرشيدة... نحن نطلب إحياء به نحيى، وليس لنا حياة وعزة بحق، وتقدم بحق، وشموخ بحق إلا بالإسلام، والإحياء مستويات، وكلما تقدم وعي الإسلام المسلم وتقواه واتزانه وكان يحيي شعيرة من شعيرة الإسلام كان الإحياء أقرب إلى الإحياء المطلوب الحقيقي، وكلما بعدنا عن قيم كربلاء وانتكست رؤانا كان إحياؤنا أقرب إلى الشك (...) لا بد من موقف قوي ويشارك فيه الجميع من أجل حماية أخلاقيات المواكب، ويجب ألا نقبل بعد اليوم أن تشوه هذه الشعيرة المباركة، شعيرة إحياء ثورة الإمام الحسين (ع)».

العدد 1961 - الجمعة 18 يناير 2008م الموافق 09 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً