أسبوع حزين... في أيام زيارة الرئيس الأميركي لمنطقتنا الخليجية. ضيف ثقيل حط مع خمس عشرة طائرة لحمايته وحراسته. امتلأت شوارعنا بجنود مسلحة والثياب الثقيلة في البرد القارس أظهرتهم بأحجام ضخمة مخيفة كالوحوش! هذه بلاد الأمان تنقلب بحريننا الصغيرة الرقيقة إلى كتلة خائفة من شعبها الطيب المسالم، وبسبب مجرم حرب يزورنا! لم كل هذه الدبابات والمدرعات! وكل هذا الخوف...
إن سارقي الشعوب خائفون دائما على حياتهم! لن تحميهم ملايين الدفاعات! لأن خوفهم الداخلي يهددهم في كل مكان! ويبقى الجبن علامة والخوف يتربص بهم! نفسيا... تعطل الناس عن أعمالهم وحُبسوا في المطارات وتحولت مسارات الطائرات إلى دول أخرى للانتظار وجلسوا في سياراتهم لعدة ساعات في البرد القارس... لانتقال الضيف الكريم! كارثة مؤقتة! وتعطيل! وتعطلت دبي في عطلة رسمية ليوم واحد لتجنّب شعبها البهدلة في الشوارع ووقوف الطوابير! وحصل ذلك في دول خليجية أخرى أيضا!
ما هو شعورك عندما يزورك ضيف ويبدأ في شتم أهلك وأقاربك وهكذا فعل السيد بوش! بدأ بمحاولة منع عودة اللاجئين إلى ديارهم وإخراج جميع العرب من فلسطين وتكوين دولة يهودية خالصة! كي يريح الصهاينة! ثم مهاجمة أبطال المقاومة من «حماس» في فلسطين وأبطال حزب الله واتهامهم بالإرهابيين والمجرمين! وبكل وقاحة وجرأة وغباء تتهم إيران بأنها المغذي الرئيسي لأولئك المقاومين علاوة على اتهامها بممارسة من الطائفية والتفتيت في العراق، وأن إرهابها يجب محاربته ومنع امتلاكها الطاقة النووية! كل ذلك في محاولة رخيصة جدا لتحفيز شعوبنا لينال شرف إعلان الحرب على هذه الجارة الصديقة والقديمة قدم الزمان في جوارنا! هي معنا في وئام وأمان. هو لن يعرف فن الكياسة والأناقة في الكلام والمخاطبة!
ولم ينتبه أنه في بلاد المسلمين والعرب الذين كانوا مهدا لأعظم حضارة وثقافة في العالم... جاء لينصحهم بإعلان الحرب على الجارة! متناسيا أن ويلات الحرب هذه ستغطي منطقتنا بكل البؤس والشقاء والإشعاع الحراري، وأن معاناتنا من حرب العراق لم تنته بعد! كي يبدأ حربا ضروسا آخرى! وأننا في هذه المنطقة جميعنا أقارب بعضنا بعضا!
كل ذلك من أجل غزو جديد لنهب المزيد من الثروات والشركات والصفقات! لن يتعلم من خسارته في العراق، وكيف أن كل صناعاتهم الحربية أثبتت فشلها أمام المقاومة هناك في أفغانستان ولبنان وفلسطين!
هو لم يتمكن من التفرقة بين كلمة العراق و «القاعدة» في خطابه قبل غزو العراق! وكان خطأه في ذكرهما دليل على عدم تمكنه من هضم المعنيين وفشله في إدراك حقيقة الأمور نفسيّا! وهو الذي غزا العراق بالإرهاب والاعتداء، هو يذكر الإرهاب والإرهابيين متناسيا إرهابهم كرعاة البقر حينما أبادوا شعبا بأكمله وسلخوا جلودهم (الهنود الحمر) وفضائحهم في فيتنام التي أعطتهم درسا في المقاومة لن ينسوه أبدا!
وسجون غوانتنامو من وضعوا فيه من مظلومين وأبرياء من دون محاكمة هذا لا يسمى إرهابا؟! بل الدول غير الديمقراطية هي التي تمارس الإرهاب فقط!
متى سنرفض زيارة مثل هؤلاء! متى سنحرر أوطاننا... متى سنحترم المقاومة الشريفة ونعطيها حقها ونزهو بها ولا نقف خائفين ندافع عنها بقلوبنا وعيوننا ونرى العدو يغرز خناجره في حلقونا! ونحن ساكتون! ورؤساؤنا صامتون!
علّنا نعاملهم بالمثل... وهم يسيئون معاملة أبنائنا ويذلونهم في الخارج! في بلدانهم! ونحرر بلادنا من القواعد العسكرية! ونتذكر أننا أمة ذات حضارة وإشعاع ولولاها لبقي رعاة البقر على حالهم! يرتعون.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ