العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ

النواب قبل غيرهم... من أجل خير البحرين

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

النواب قبل غيرهم مطالبون، ومن مكونات المجتمع كافة، الالتفات جيدا إلى أدوارهم ووجباتهم الوطنية، وعليهم أن يراجعوا تصرفاتهم ومواقفهم، وأن يتريثوا ويحسبوا الخطوات والمواقف أكثر من مرة من أجل خير البحرين. لا نريد للبحرين أن تتفتت أو أن تكون في وضع مشكل قائم بسبب مشادات كلامية حدثت بين النواب، عادة ما تتكرر في المواقف الوطنية العصيبة، والتي اعتدنا عليها وبات حدوثها من المتوقع بل عرف روادها وعرف ما يتوقع أن يصدر منهم من أقوال غير عقلانية بل شاذة.

واستكمالا للمقال السابق، نقول للنواب: عليكم أن تعيدوا النظر مجددا في تصرفاتكم غير مأمونة العواقب وعليكم أن تديروا أنفسكم إدارة حسنة وأن تدربوا أنفسكم على كيفية التعامل مع الأزمات بنجاح لأسباب عدة. لعل من أبرزها؛ أن النواب محط أنظار من قبل الجميع ومن دون شك، ليس على مستوى البحرين فقط، بل خارجيا أيضا، وعادة ما نتعرض للكثير من الإحراجات في سفرنا نتيجة المغالطات والمشادات التي تحدث في الداخل بسبب حماقات وتصرفات غير مسئولة للبعض، لكون التجربة البحرينية جديدة عهد، فالعالم لايزال يتابعها بعيون واعية، ونظرا إلى الأحداث التي حصلت مسبقا وأثارت المتابعين فجعلتهم على صلة دائمة لترقب مسلسل عنتريات بعض النواب الأفاضل، ونظرا إلى قلة الانجازات فإن الناس لاتزال تنتظر بفارغ الصبر وتراقب لعلها تجد ما يسرها فهي لا ترى في الصحف سوى المشادات الكلامية التي تبعد وتنفر أكثر مما تقرب، وبالتالي يشعر المواطن حينها بالإحباط أكثر مما هو عليه.

علينا ومن منطلق الواجب، أن نذكر النواب بأن موقعهم حساس جدا، فهم موضع ثقة الناخبين الذين خرجوا ذات يوم من بيوتهم معطلين جميع برامجهم ومشروعاتهم الشخصية من أجل وصولكم إلى المجلس لتكونوا ممثلين لهم، فهم بالتالي مضطرون لتذكيركم بين الفينة والأخرى أنكم هنا نتيجة الأصوات التي حصلتم عليها منهم؛ فقد علقت على صدوركم ورقابكم ثقة كبيرة عليكم أن تشعروا بها وبأهميتها المفرطة، وعليكم التفكير ألف مرة بأي تصرف تقومون به، لأنه لا يحسب على النائب الذي يقوم به فقط، بل يعبر عن الناخبين الذين صوتوا من أجله... وعلينا أن نعمل ألف حساب لأي تصرف أحمق أو غير راشد لأن الناخبين يحاكمون اختياراتهم بتصرفات النواب غير المحسوبة والخير يخص أما الشر فيعم.

على النائب المشحون المهووس ألا ينسى أنه نائبا عن الشعب بأكمله، وليس محسوبا على جماعة دون سواها وإن كان ابن منطقة محددة، وعليه أن يتمثل ذلك جيدا وألا ينسى الدرس، وعليه أن يتذكره ويذاكره باستمرار، لأن ما نراه وما نسمعه من تصريحات ومن خلال الملاحظات القائمة، للأسف الشديد، أن هناك بعضا من النواب يتصفون بالنسيان إلى درجة الهذيان فينسون على الدوام أنهم على رغم كونهم منتخبين من مناطق معينة فإنهم يمثلون شعب البحرين في المناطق كافة، وهم يصبون تصريحاتهم الجهنمية وجام غضبهم غير الواعي على مواطنين من محافظات غير المحافظات التي هم فيها، إرضاء لمرضهم النفسي الذي يعانون منه، وإيهاما منهم لثلة من قواعدهم بالشجاعة والجرأة غير الرشيدة، يتعاملون بطريقة فجة سمجة، وكأنهم خصم لـ «الآخر» على رغم أنهم ممثلون له أيضا.

هذا ما نفهمه من خلال تصريحات بعض النواب في الصحف المحلية من خلال مطالباتهم باستخدام مزيد من القوة مع المتظاهرين جراء الأحداث السياسية الأخيرة التي شهدتها البلاد. طبعا، هم لا يدركون تماما معنى ما يطالبون به، ولو أنهم تمعنوا في خير البحرين وفكروا في حبهم لها وأحسوا بدورهم النيابي الذي يقومون به لما صدر منهم كلام كهذا؛ فتصريحاتهم هذه تنم عن مرض عضال في نفوسهم، كما تعبر عن جهلهم بدورهم الوطني المخلص... شافاهم الله وعافاهم.

ونقول لهم: مهلا وهونوا على أنفسكم، فأدواركم البطولية هذه لا تسقط عنكم أدواركم المنتظرة والمرتقبة من قبل الشارع، فالناس لاتزال تنتظر إنجازات لتستفيد منها، وعليكم أن تحولوا مواقفكم الخصمية إلى تكاتف وتكامل وانسجام حتى «يطلع منها شيء»، فالتشنجات غالبا ما تكسر ما يتم بناؤه.

ويبقى أن نذكرهم من منطلق واجبنا الوطني وأن ننبه غيرهم من النواب الغافلين، أن عليهم قبل غيرهم أن يتعاملوا مع الأحداث كافة بروح وطنية، وأن يقوموا بأدوارهم بمنتهى الحذر وخصوصا في الأحداث السياسية المفاجئة والطارئة التي تحصل من دون مقدمات ولا نطلب منهم غير ذلك.

لا أظن أن الطلب عسير، وأظن أن المسألة مفهومة لمن يتصف بالحصافة السياسية، ولكن عملا بالمثل القائل «التكرار يعلم الشطار»، وأخذنا على عواتقنا مهمة التكرار ثم التكرار لعل الشاطر يفهم؛ فنحن نتطلع إلى اليوم الذي يكون فيه مجلسنا لا مكان فيه إلا للشطار، وأصحاب العنتريات البطولية لا مكان لهم سوى في حلبات المصارعة، من أجل خير البحرين.

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً