عندما يأتي الحديث عما يكتب وما يحصل في البحرين من أحداث، كانت هناك نغمة واحدة تردد في الماضي أن لا أخبار ولا قصص تكتب عن البحرين.
مثل هذا الكلام غير الدقيق، كان يطرح في الماضي ببعض المؤسسات الصحافية الإقليمية والعالمية، والتي رددته كحجة واهية لصرف النظر عن فتح مكتب لها في المنامة مفضلة عواصم خليجية وعربية أخرى ليس لهذا السبب ولكن بسبب التسهيلات التي تحصل عليها.
لن نقول إن الأمر تغير مع الوقت الحالي لكن نحبّذ أن يسير بصورة صحيحة، فالبحرين التي كانت تتغنى قبل عشر سنوات تقريبا بأنها تريد أن تكون مركزا إعلاميا في منطقة الخليج يحتضن وسائل الإعلام العربية والأجنبية، سحب البساط منها، لأن ما كان يقال مجرد قول لا فعل.
وما كان يحدث على أرض الواقع كان مغايرا لما كان يردده المسئولون آنذاك الذين كانوا يضعون في إدراجهم قوائم سوداء على أسماء الصحافيين ووسائل الإعلام، وبالتالي فإن تحقيق ذلك كان ضربا من الخيال لأن العقلية القائمة ترفض تطوير الآلة الإعلامية بشتى صورها في البحرين، لهذا بقي الحضور الإعلامي لشكل البحرين ضعيفا بل وهزيلا حتى فيما يتعلق بمسألة الترويج والتسويق عنها مقارنة ببعض دول الخليج الأخرى التي اختارت شكلا وقالبا أكثر تطورا وابتكارا عن البحرين وهو ما نتلمسه اليوم بصورة واضحة.
لكنه يبدو أن هناك محاولاتٍ قد تطرأ لتغيير هذا الشكل عن الإعلام البحريني، فإن كان الجانب الاقتصادي مثلا تواجهه تحدياتُ غير منطقية، فإن الجانب الإعلامي يواجه هو الآخر تحدياتٍ لا يمكن لعجلة الإصلاح أن تغضّ البصر عنها أو جعلها تستمر على هذه الشاكلة التي أفقدتها مع مرور الوقت الصدقية.
نحن نريد أن نلمس التجديد والتغيير لإعلامنا، ولا نريد أن يظل هذا الإعلام أسير الإطار الذي صنعته بعض أيادي المسئولين ممن يعيشون من مخلفات حقب البلاد السابقة.
وربما ما نراه في هذه الأيام من تقارير تنشر لوكالة الأنباء الرسمية (بنا) تحمل في طياتها أسلوبا ولونا لم نألفه عنها نحن معشر الصحافيين من قبل هو بداية لهذا التغيير، وبداية لخلق وصنع الخبر من أحداث محلية تتعطش لمن يكتب عنها ويقول إنها بحرينية مئة في المئة.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ