اهتمت افتتاحية العدد السابع والأربعين من مجلة «الواحة» التي صدرت مؤخرا،وهي مجلة فصلية تعنى بشئون التراث والثقافة والأدب في الخليج العربي، بموضوع الحرية الدينية واعتبرت أنّ الواقع اليوم يفرض رفع شعار»لا إكراه في الدين، والعمل على تحويله إلى مشروع مجتمعي ينظم حياتنا السياسية والاجتماعية والثقافية، ويرفع الغطاء الديني عن كلّ الممارسات العنيفة والإرهابية».
وتضمن قسم تاريخ وتراث في أوّل موضوعاته الجزء الثاني من «رحلة سادلير»، قارن فيه مديرتحريرالمجلة عدنان السيد محمّد العوامي،ترجمتين للخارطة التي سارعليها سادليرعبر الجزيرة العربية،متبينا ما جاء فيها من تضاد وأخطاء شملت أسماء المناطق أو مواقعها.
فيما اهتم الكاتب محمد علي الحرز بالمخطوطات في منطقة الأحساء وذكرفي مقاله»المخطوطة الأحسائية المهاجرة:تراثنا المغيّب» أنّ هذه المخطوطات التي تكون جانبا كبيرا من تراث المملكة العربية السعودية، يتوزّع أغلبها الآنَ بين إيران والعراق والكويت والبحرين وعدد من المكتبات في بلدان عربية وغربية كثيرة. وينتهي الكاتب بعد استعراضه للمواقع التي توجد فيها المخطوطات الأحسائية إلى التأكيد على ضرورة تجميع هذا الجزء من التراث المشتت.
في المقابل اختارالكاتب السعودي عبدالله حسن آل عبد المحسن «القصة الشعبية في منطقة الخليج وبحث في أصولها ومراحل تطورها، مقدّما نماذج من هذه القصص التي تنقل صورا عن العادات والتقاليد في المجتمع الخليجي، ويؤكد الكاتب في هذا الخصوص أنّ بعض هذه القصص لم يحمل رسالة اجتماعية أو تعليمية وإنما اقتصر دورها على التسلية والبعض الآخر توجّه نحو ترسيخ قيم تربوية واجتماعية.ومن جانبه اهتم الكاتب فضل بن عمار العماريب «الخط» بفتح حرف الخاء أو ضمه، والخط قرية يقول القدماء - بحسب ما ذهب إليه الكاتب - تقع على ساحل البحرين في ما تذهب آراء أخرى إلى التأكيد على أنّ موقعها يتركّز ما بين منطقتي القطيف والعقير، ويقدّم الكاتب دلائل على هذا التحديد للـ «خط» من الروايات الشعرية العربية التي ذكرت فيها هذه المنطقة.
أمّا الباحث العراقي عبدالجبار محمود السامرائي فقد اهتم بـ «مملكة الجرعاء» أو «مملكة البحر» التي يؤكد أنها قامت على ساحل الخليج العربي في منطقتي الأحساء والكويت الحاليتين، موضحا في الوقت ذاته الجدل القائم بين الباحثين حول تحديد موقع هذه المملكة التي تعرضت إلى الغزو من الآشوريين والسلوقيين وهم خلفاء الإسكندر المقدوني.
ويشر الكاتب في هذا الشأن إلى أن مدينة الجرعاء كانت مركزا تجاريا خطيرا وسوقا معمة في بلاد العرب، كما أنها كانت سوقا من أسواق التجارة البحرية، تستقبل تجارة إفريقية والهند.
من جانبه سلّط الباحث السعودي عبدالعلي آل سيف الضوء على شخصية الحاج محمد تقي آل سيف وهو من الشخصيات الرائدة في منطقة القطيف، أثر فيها على المستوى الاجتماعية والاقتصادي وكذا الديني حيث كان يعتني بجلب الكتب وتوزيعها علاوة على استقطابه الخطباء من العراق.
وتحت عنوان «اكتب إلى عرب اليوم»تحدّث محمد رضي الشماسي عن اللغة العربية واختلاف العرب اليوم في الأداء البياني للغة مقدّما جملة من الدلائل اللغوية والبلاغية التي تبين بعض الأخطاء اللغوية الشائعة حتى لدى الأساتذة الجامعيين. في المقابل تناول الباحث السيد شبرعلوي القصاب بالدرس موضوع اللهجات المحلية في الخليج وحصر اختياره اللهجة في القطيف مبرزا خصوصيات هذه اللهجة على مستوى نطق الحروف أو الأمثال الشعبية المتداولة بين أهل القطيف.
وبالإضافة تضمن العدد الجديد من مجلة «الواحة» مجموعة من القراءات اهتمت برواية»أثر شرقي» لمحمد علي باشا وديواني»على هدير الصمت»للشاعر محمد حسن العصفور و»ربما أمل» للشاعر سعود الفرج علاوة على قراءة في الشاعر جاسم بن محمد بن عساكر، فيما اختار العراقي حسب الله يحيى أن يقدم مراجعة في كتاب»آفاق التراث الغربي للمسرح»لمؤلفه الدكتور فاروق آوهان وتطرق المستشار القانوني صادق محمد الجبران إلى قضية الملكية الفكرية ودورها في التطوّروالنمو،واختص بالتحليل مسألة براءة الاختراع مبينا أهم التشريعات الدولية التي تحمي الملكية الفكرية وطرق تصنيف الاختراعات.
من جانبه استعرض الباحث محمد بن عبدالرزاق القشعمي «الدور التنويري للصحافة المبكّرة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية من خلال نموذجين، هما على التوالي مجلة» الخليج العربي» وصحيفة «الخليج العربي»، وقدم الباحث قراءة في بعض الأعداد الأولى من هذين الإصدارين.
كما تضمن العدد الجديد من مجلة «الواحة» مجموعة من القصائد وتعريفا ببعض الإصدارات، وخصص عمود الصفحة الأخيرة لموضوع «الأديب والقلق» الذي انتهى فيه مبارك بوبشيت إلى التأكيد على أنّ هذه الحالة الدائمة سببها تطلع الأديب إلى مثل اجتماعية عليا مما يجعله في حالة عدم توازن، ويرى الكاتب أنه متى أعجب المبدع بنفسه فذلك دلالة على بداية التلاشي.
العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ