«الحية بية» عبارة عن قفة صغيرة الحجم أو زبيل صغير جدا يصنعها القرويون من صناع السلال أو بعض النسوة في القرى المشهورة بصناعة الحصر والقفف والجفران من خوص سعف النخيل، ويضعون فيه بعض التراب وبعض المخصبات الطبيعية كروث البقر مثلا ويزرعونها ببعض أنواع الحبوب كالقمح والشعير وبعض العدسيات كـ «الماش» وتعلق بحبل على عمود مستعرض في المنزل كأن يكون «دنجلة» تصل بين عمودين في ليوان أو مطبخ أو ممر أو عريش أو مدخل، ويكون ذلك في منتصف شهر ذي القعدة حيث يتعهد الأطفال بسقاية «الحية بية» كل يوم صباحا ومساء حتى تظهر فيها النباتات وترتفع، يتفاخر الأطفال فيما بينهم بنمو «حياتهم» وحسن تعهدهم لها.
وفي مساء التاسع من شهر ذي الحجة أو صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك الموافق للعاشر من شهر ذي الحجة يخرج الأطفال من بيوتهم أولادا وبناتا برفقة أولياء أمورهم متوجهين فرحين إلى «سيف البحر» ويبدأون في مراسيم تقليد قديم ومعتقد ساد طويلا حيث يتجمع الأطفال في مجموعات تصغر وتكبر بحسب الحي والمنطقة وقربها من البحر أو بعدها عنه ويبدأون في أرجحة «حياتهم» منشدين أغنية «الحية بية»، وهم مرتدين أجمل الثياب وأحلاها، ما بين الحديثة والشعبية
العدد 2283 - الجمعة 05 ديسمبر 2008م الموافق 06 ذي الحجة 1429هـ