العدد 1957 - الإثنين 14 يناير 2008م الموافق 05 محرم 1429هـ

الفيصل: المعرفة وقود التنمية الاقتصادية المستدامة

اختتام المؤتمر الأول للاقتصاد المعرفي في جدة

جدة (السعودية) - إبراهيم حميد 

14 يناير 2008

اختتمت أمس الأول (الأحد) في مدينة جدة السعودية أعمال المؤتمر الأول للاقتصاد المعرفي تحت شعار: «نحو بناء اقتصاد معرفي في العالم العربي » الذي رعاه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في الفترة من 12 إلى 13 يناير/ كانون الثاني الجاري ونظمته الجمعية العربية للاقتصاد المعرفي.

وكان قد بدأ المؤتمر بتوقيع اتفاقية بين المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، مع الجمعية العربية للاقتصاد المعرفي، وذلك بهدف التعاون بين الطرفين في سبيل تطوير قطاع الاقتصاد المعرفي في نواحيه الفنية والتقنية والإدارية والبحثية والتطبيقية ومن ثم تحويل هذه القدرات والإمكانات الى نواة فاعلة ومتنامية في اقتصاديات الدول العربية.

وأوضح الرئيس التنفيذي للمؤسسة الاسلامية لتنمية القطاع الخاص خالد بن محمد العبودي أن المؤسسة تعتزم وضع خبراتها في سبيل تحقيق أهداف الجمعية وأهمها الاستفادة المثلى من المعرفة باعتبارها من أهم أسس رأس المال الفكري واستغلالها في تنويع قواعد الاقتصاد وتطوير وتحديث فلسفة الاقتصاد المرن والمتجدد والمتنامي بعيدا عن الركود الاقتصادي وتحويل الاقتصادات العربية التقليدية المعتمدة على الموارد الأولية الى اقتصاد معرفي وعلمي مستفيدة من الابداع البشري في مجالات المعرفة كافة.

من جهة أخرى، نظم المؤتمر 3 ورشات نقاش مستقلة أمس الأول، خصصت لاستشراق طرق تحسين الإبداع والتطوير في ثلاث صناعات هي التعليم، الهيدروكربونات، وعلوم الصحة، وكانت ورش العمل عن طريق الحوار المفتوح بين المهتمين من كل صناعة سواء كانوا مستثمرين أو خبراء أو مبادرين لديهم أفكار إبداعية.

ونظم المؤتمر أيضا ورش عمل أعدت خصيصا للشباب والناشئة من 14 إلى 25 عاما، للوقوف على آمالهم وتطلعاتهم نحو مشاركة فاعلة لبناء اقتصاد مستدام، على أن تعرض بعض النماذج الإبداعية لعدد من الشباب والتي كانت نتيجة لمبادرتهم لفهم المشاكل والتحديات التي تواجه الصناعة وتحويلها إلى فرص عمل جديدة.

إلى ذلك، اعتبر أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل ان الاقتصاد المعرفي هو «وقود» التنمية الاقتصادية، مشيرا الى أن المعلومة أصبحت أهم من السلاح، منوها بانعقاد مؤتمر الاقتصاد المعرفي في منطقة مكة المكرمة لما لها من مرجعية دينية وثقافية واقتصادية عالمية.

وقال أمير منطقة مكة المكرمة، مخاطبا الحضور «إذا كان الاقتصاد هو العنصر الحاكم في عصرنا الحاضر، فإن الاقتصاد المعرفي هو الوقود اللازم لقاطرة التنمية الاقتصادية، لأن المعلومة أصبحت أهم من السلاح».

وأضاف «إن المؤتمر جاء في الوقت المناسب لدعم المشروعات العربية والإسلامية التي قطعت أشواطا متفاوتة في سبيل عصرنة مجتمعاتها معرفيّا، لافتا إلى ان هذا المؤتمر سيطلق جرس التنبيه إلى أن الوقت لم يعد يتسع إلى الانطواء داخل الذات، فالانتساب إلى النظام العالمي الجديد أصبح ضرورة حتمية، وكل أمة تقيّم بحجم ما تعرف». وثمن الفيصل دور المختصين الدوليين والعرب الذين يشاركون فيه، مؤكدا أن تعدد الجنسيات في هذا المؤتمر دليل على أن الحضارة الإنسانية واحدة ومستمرة، تعتمد في رقيها على التبادل الطوعي والخبرات والأفكار وتطويرها بين الأمم. الى ذلك قال رئيس «الجمعية العربية للاقتصاد المعرفي عبدالله الصبياني لـ «الوسط» ان الجمعية تسعى الى نشر افكار وممارسات الاقتصاد المعتمد على المعرفة المختزنة لدى الأفراد، إذ يتم تنظيم وتفعيل الابتكارات من خلال المؤسسات وذلك لتعزيز النمو الاقتصادي والقدرة التنافسية، وهذا العمل المعرفي يتطلب الابتكار، والبحث والتطوير ومن ثم إنتاج وتسويق المنتج». وأضاف «اقتصاد المعرفة يركز على بناء رأس المال الفكري المتوافر لدى الأفراد والشركات والجامعات والمجتمع عموما لإضافة قيمة جديدة ووظائف جديدة، وإيرادات، وتحقيق نمو الناتج المحلي الاجمالي، من خلال المعرفة التي يمكن تشغيلها وتحويلها الى أرباح، ومثل هذا الاقتصاد يقوم على خمسة أعمدة وهي: التعليم والتدريب، الإبداع وروح المبادرة، البحث والتطوير، تمويل البذرات الأساسية والتمويل الجريء»، ودمج الشباب في المجال المعرفي. وقال ان الاقتصاد المعرفي يحتاج إلى تمويل البذرات الأساسية، مثل الحاضنات، ويحتاج أيضا إلى التمويل الجريء.

إلى ذلك، أوضح الرئيس التنفيذي لمدينة المعرفة الاقتصادية طاهر باوزير أن المملكة العربية السعودية من خلال إنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة ستكون إحدى المدن المتطورة في العالم وهي بذلك تحقق مفهوم الإقتصاد المعرفي على أرض الواقع، ولا سيما أنها ستكون معلما حضاريا وصرحا وطنيا وعالميا للتنمية الاقتصادية المبنية على الصناعات المعرفية .

واكد ان المؤتمر الأول للاقتصاد المعرفي الذي نظمته الجمعية العربية للاقتصاد المعرفي يدفع لترسيخ مبادئ اقتصاد المعرفة لتكون مُنتَجا يستعمله ويتداوله الناس، بمعنى أنها ستصبح وسيلة للإنتاج، موضحا أن مدينة المعرفة الاقتصادية أصبحت من أهم الرعاة لأول مؤتمر إقليمي في المنطقة بخصوص الاقتصاد المعرفي.

من جهته، قال ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية محمد التويجري إن الاقتصاد المعرفي يشكل أمرا مهما على الساحة الاقتصادية العربية، بينما أكد ممثل الأمين العام لمنظمة الدول الإسلامية عبدالرؤوف بن رجب على أهمية الدور الذي يلعبه الاقتصاد المعرفي في الوقت الراهن.

يذكر أن مؤسسات عالمية وإقليمية من بينها صحيفة «الوسط» شاركت برعاية المؤتمر الإقليمي الأول للاقتصاد المعرفي.

العدد 1957 - الإثنين 14 يناير 2008م الموافق 05 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً