ما الذي نريده من منتخبنا الوطني للكرة في استحقاقاته المقبلة؟ سؤال طرحناه من قبل على اتحاد الكرة قبل نهائيات كأس آسيا الماضية، وقلنا هل أن اتحاد الكرة وضع برنامجه للمنافسة على بطولة آسيا أم أنه يسعى إلى تكوين فريق جديد يدخل به تصفيات كأس العالم لكي يحقق للمملكة انجازا غير مسبوق بالتأهل إلى النهائيات المقبلة؟ ولكن أيّا منهما لم يتحقق!

وما شاهدناه أكد لنا أن العمل في التخطيط لم يكن مدروسا ولا مبنيا على أمور علمية، إنما هو اجتهادات من مدرب المنتخب الذي لم يحسن وضع البرنامج الذي يؤهل الفريق إلى الوصول إلى الحال الكمالية من الأداء الفني والتكتيكي والبدني، فخسرنا رهان آسيا بمستويات هابطة وظننا حينها أن اتحاد الكرة سيفتح الملف لمحاسبة كل مقصر سواء كان المدرب أو اللاعب أو الإداري أو حتى اتحاد الكرة، فتم غلق هذا الملف إلى ما لا نهاية من دون أن يكون هناك أمل في فتحه أصلا.

من قبل طالبنا بلجنة فنية تراقب عمل مدرب المنتخب أيا يكن اسمه لترفع توصياتها إلى لجنة المنتخبات لاتخاذ اللازم، ولكن أيضا اتحاد الكرة غض الطرف وكأنه لم يسمع هذا المقترح المهم والمفيد في الوقت نفسه.

نحن الآن على مقربة من بدء التصفيات الثالثة من التأهل إلى نهائيات كأس العالم، ومنتخبنا مازال ينتظر فرج ماتشالا في الإعداد بدعوى أن اللاعبين مع أنديتهم في مباريات الدوري والعذر غير مقبول، إذ كان بإمكان ماتشالا تخصيص يومين في الأسبوع على أقل تقدير من بداية يناير/ كانون الثاني أو نهاية ديسمبر/ كانون الأول في بدء الإعداد من دون المحترفين خارج المملكة، ولا أعتقد أن الأندية ستعترض على هذا الأمر مع التنسيق التام لمباريات الأسبوع حتى الاقتراب من المباريات التجريبية والودية نستطيع أن نعد فريقا منسجما ومتفاهما ينضم إليهم المحترفون قبل الودية بـ 48 ساعة وهذا ما تقوم به المنتخبات العالمية.

مر أسبوعان من يناير ومازال منتخبنا الوطني خارج التغطية مع أن عمان بدأت إعدادها مبكرا لمباراتنا التي ستقام في شهر فبراير/ شباط المقبل. والأدهى من ذلك، في مشاركة منتخبنا الأولمبي في بطولة خليجي (1) للمنتخبات الأولمبية رافق الفريق الرئيس وبعض أعضاء مجلس الإدارة بالاتحاد من المعنيين بإعداد المنتخب ما جعل ماتشالا يقود التدريب الأول لفترة زمنية معينة ومن ثم يسرح اللاعبين من دون عذر مقبول ولم نسمع عن المساءلة لهذا التصرف الغريب، فهل نحن ننتظر أن يقدم ماتشالا استقالته لكي نقوم بما هو لازم! البرنامج المعد لتصفيات كأس العالم غامض ولا ندري هل هو كافٍ لخوض مباريات مهمة مع فرق أعدت نفسها جيدا، فهل نحن بمقدورنا تخطي هذه الفرق بالإعداد العلمي أم بالبركة؟!

الإعداد بهذا الأسلوب وهذه العملية الارتجالية لا يعول عليها أي نتائج مرجوة للتأهل، وعلينا إعادة الحسابات قبل فوات الأوان ولدى المدرب 24 لاعبا منهم مثلا 10 محترفين والباقي لديه في البحرين من الممكن البدء معهم إلى حين السماح للمحترفين في الانضمام لكي يصل بالموجود على أقل تقدير بالحال البدنية والتكتيكية إلى النقطة المرجوة من الإعداد ولن تكون هناك أية صعوبة في انضمام المحترفين لهم قبل اللقاءات المعنية.

أخيرا، نطالب اتحاد الكرة مراقبة عمل المدرب بكل حزم وعدم ترك الأمور بيد مزاج المدرب في وضع برنامجه وتنفيذه، ولابد أن تكون للاتحاد كلمة في هذا الجانب؛ لأننا نحن جميعا معنيون بتشريف المملكة وخصوصا في الاستحقاق المقبل والمهم والتجارب الماضية لابد أن نأخذها درسا لمعالجة السلبيات والنواقص.