الاستقبال الرسمي للرئيس الأميركي جورج بوش في قصر الصخير أمس تضمّن حفلة «عرضة» اختتمت بقبول بوش مشاركة جلالة الملك في حمل السيف ومحاولة الرقص على الطريقة البدوية التقليدية. وكانت رقصة العرضة هي الفقرة الأهم في حفل استقبال أمس، إذ سارع المصورون الأميركان إلى التقاط الصور، وبعضهم سأل مراسل «الجزيرة» عن ترجمة أبيات الشعر البدوي ومعانيها لكي يبعثوها إلى وسائل الإعلام الأميركية.
أحد الصحافيين الأميركان سأل المراسل إذا كان رفع السيف من قبل بوش وإلى جنبه الملك يعني أي شيء بالنسبة الى العرب، فقال له إن السيف المرفوع هو سيف الصداقة، لأن الأعداء لا يرقصون إلى جنب وهم حاملو سيوفهم. جورج بوش بدا فرحا بحمله السيف، وربما أن جزءا من الفرحة يتعلق بتخلصه من البرد الذي يحتاج إلى مقاومة، وأفضل سبيل لمقاومته تأتي عبر الاستمرار في الحركة. بعد الانتهاء من «العرضة» توجه بوش إلى سياراته الخاصة التي جلبها معه من أميركا، وهي جميعا مصفحة وتحمل أرقاما أميركية، وانطلق مع وفد رفيع المستوى إلى مقر ضيافته.
ربما أن الرئيس بوش نافس الزعيم الليبي معمر الفذاقي أمس في عدد الفتيات اللاتي يعملن على حراسته، وكان واضحا أن «تمكين المرأة» وصل إلى اعتمادهن في حماية الرئيس وتنسيق الاتصالات. وإلى جنب الرئيس كانت توجد كوندوليزا رايس بنظراتها الثاقبة، وقوامها المتناهي في النحافة، وهي أفضل تعبير لتميكن السود وتمكين المرأة في أميركا.
من دون شك فإن زيارة بوش للبحرين أمس أدت إلى تكرار اسم البحرين في كل وسائل الإعلام الدولية، والأنظار اتجهت إلى البحرين وإلى معنى الزيارة ضمن ما يجري في منطقتنا، إذ إن هناك من يرى احتمال انفراج الأوضاع (أو ربما ازديادها في السوء) على جانب الصراع العربي - الإسرائيلي، وأيضا احتمال انفراج في العلاقات بين أميركا وإيران، وفي كل الأحوال فإن أميركا تسعى الى طمأنة حلفائها بشأن التزاماتها الاستراتيجية نحوهم.
البحرين شهدت نوعين من الاستقبال للرئيس الأميركي أمس، أحدهما رسمي ومملوء بالحفاوة، وآخر أهلي لم يكن بتلك الحفاوة، إذ تجمّع ممثلو الجمعيات السياسية بالقرب من السفارة الأميركية ورددوا شعارات منددة بالسياسات الأميركية ومشككة في احتمال تغيّر تلك السياسة نحو الحيادية أو الإيجابية فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، حتى لو رفع بوش «سيف الصداقة».
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1955 - السبت 12 يناير 2008م الموافق 03 محرم 1429هـ