يحل هذا اليوم الدولي للمتطوعين الذي يصادف 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري ونحن ندنو من نهاية عام عصيب شهد ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية والوقود، وتسارعا في تغير المناخ، واضطرابا في الأسواق المالية الدولية.
وما أكثر الدعوات التي وجهت لتعبئة الموارد من أجل مكافحة هذه المشكلات. ولكن نادرا ما تم الاعتراف بشكل كامل بأن العمل التطوعي مورد واسع وقوي يمكن استثماره لإشراك الناس في تحقيق السلام والتنمية.
ومع ذلك، فإن برنامج متطوعي الأمم المتحدة يحشد كل عام 7500 متطوع لدعم جهود التنمية الوطنية، وبالإضافة إلى هؤلاء هناك ملايين غفيرة من المتطوعين الذين يسهمون بوقتهم وجهدهم، كل بطريقته الخاصة.
وقد علمت مؤخرا أن امرأة يبلغ عمرها 70 عاما قد سافرت من نيوزيلندا، قاطعة نصف المسافة حول العالم، للتطوع في ليبريا لدى بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام وتنضم للسكان المحليين في مساندة برنامج الحكومة الوطني للمتطوعين الشباب.
ويوضح هذا المثل أن الناس في شتى أرجاء العالم يسهمون، كل يوم بمعرفتهم وجهدهم في العمل التطوعي.
وعن طريق تسهيلات مثل خدمة العمل التطوعي باستخدام الإنترنت التي يوفرها برنامج متطوعي الأمم المتحدة، يستطيع كل شخص أن يُسهم في تحقيق السلام والتنمية دون الخضوع لقيود الزمان والمكان.
ولإن تباين الشكل والتعريف الثقافيان للمتطوعين تبعا للظروف، فإن المبدأ الذي يقوم عليه العمل التطوعي لا يتغير أبدا، ألا وهو أن كل فرد بوسعه أن يترك في المجتمع أثرا ملموسا.
والعمل التطوعي فضلا عن إسهامه في تعزيز الصالح العام، فهو يُثري حياة المتطوعين أنفسهم. وقد عبَّر أحد المتطوعين عن ذلك مؤخرا خير تعبير حين قال: «إن العمل التطوعي يُشعرني بقدرتي على أن أترك في العالم أثرا ملموسا وعلى أن أُوظف مهاراتي، ويشعرني بأنني حقا جزء من المجتمع العالمي».
إن الروح الإيثارية التي تميز العمل التطوعي مورد هائل ومتجدد. وإنني لأحث، في هذا اليوم الدولي للمتطوعين، جميع أعضاء مجتمعنا العالمي على الاستفادة من هذا المخزون الضخم من الطاقة وروح المبادرة
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 2282 - الخميس 04 ديسمبر 2008م الموافق 05 ذي الحجة 1429هـ