لا يبدو المشهد الثقافي في حدوده، إلا مشهد شخوص تتصارع. فئة تضرب هنا، وأخرى تضرب هناك. ترمي الفئة الأولى نردها: مع الثقافة إذ تتحول لهيئة منفصلة عن وزارة الإعلام، فترد الأخرى: ضد ذلك لصالح المثقفين الذين لا يجدون من يستمع لهم والمهمشون لصالح «بيتر» و «ريتشارد» و «أفيان» و «كاترين» و «سمعان».
في قطاع الثقافة، المشروعات كثيرة، يجر الصحافيون خطاهم ليلحقوا بركب المؤتمرات الصحافية، الواحد بعد الآخر. المشروع تلو الآخر، إلا أن ما يحزن فعلا، هو أن لا وجود للبحرينيين في جميع ما يجري. يخال لك أن البحرينيين لم يعودوا ملائمين للكلام عن الثقافة، جميع الجنسيات موجودة لتتحدث فرنسا / إيطاليا / وصولا إلى اليابان، أما البحرينيون، فهم مستمعون جيدون فقط.
في وزارة الإعلام جهة للمقاومة، الوعود بدأت تسيل كالزبى،، المثقفون والفنانون والشعراء في دخول وخروج، كلهم هناك، يتضامنون ضد القطاع. وضد الفصل أن يكون مفصلا نحو المزيد من الشخصنة.
لا يدرك من في القطاع أن لا فائدة من المراكز والمتاحف والمسارح ما بقى المثقفون خارجها، ولا يدرك من في الوزارة أن لا فائدة من المثقفين والفنانين والمسرحيين من دون مؤسسات ومراكز ومتاحف ومسارح. الاثنان معا يضربان رأسيهما في الحائط. ونحن في الصحافة مهنتنا أن نزيد الطين بلة.
قلنا للمرة المليون، لا يحق لأحد ما أن يصادر أحقية الثقافة في أن تكون لها مؤسستها المنفصلة عن الإعلام. ولا يحق لأحد ما أيضا، أن يخرج على القانون أو أن يلوم وزارة الإعلام على تنفيذها سلطاتها التي تشمل الإشراف على قطاع الثقافة. لا يمتلك الوزير بوكمال الكلمة في فصل الثقافة عن الإعلام ولا تملك الوكيل المساعد الشيخة مي أن تفصل قطاعها عن الإعلام على صعيد القرار أو المسئوليات. وعليه، هذا الصراع صراع فارغ وغير مقبول. وعلى الأمور أن تعود لنصابها الصحيح، وعلى الجميع أن يلتزم بالقانون حتى تتخذ القيادة السياسية قرارها بالفصل أو الإبقاء. وهو ما يجب أن تعلنه الدولة في أقرب وقت حتى تنتهي هذا المهزلة.
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1952 - الأربعاء 09 يناير 2008م الموافق 30 ذي الحجة 1428هـ