العدد 1952 - الأربعاء 09 يناير 2008م الموافق 30 ذي الحجة 1428هـ

الشركات الخاصة تقود الحروب في العالم

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ما شعورك إذا ما عرفت أنك مراقب من جهات أمنية لذنب لم تقترفه أو تعرفه، وأن حركة تحويلات أموالك أيضا يتم رصدها وقد تعتقل فجأة ويحكم عليك بأحكام جائرة من دون محاكمة، وأن 1 في المئة من الشكوك كافية لكل ذلك؟

كتاب اسمه «عقيدة الواحد في المئة» ظهر في أميركا لكاتب مشهور ومعروف سياسيا وله صدقية في كتاباته اسمه رون ساسكند (RON SUSKIND). استقى معلوماته عن شخصيات بارزة شاركت في الاجتماعات السرية لمختلف مراحل الحرب بعد 11 سبتمبر/ أيلول، والكيفية التي اتخذ فيها القرار لإعلان الحرب على الإرهاب في بلاد العرب والمسلمين!

لقد تقدم نائب الرئيس الأميركي ديك شيني بتقريره، الذي اتهم أسامة بن لادن والظواهري بأنهما متواطئان مع علماء باكستانيين للحصول على القنبلة الذرية. وصرح خلال اجتماعه بأنه يجب إعلان الحرب على هؤلاء، حتى لو لم تكن تلك الشكوك أو التقارير واضحة لدرجة أن تكون 1 في المئة!

وأضاف تشيني أن الدلائل الأخرى ليست ذات قيمة. فردة الفعل يجب أن تكون واضحة وقوية لمحاربة الإرهاب في أي مكان من العالم. ومن مقتطفات الكتاب إن المحللة السياسية جامي بيسك من المخابرات الأميركية (CIA) قدمت دلائلَ واضحة بنفي وجود أية علاقة بين «القاعدة» والعراق. وقد عقدت المؤامرات لإرغام بيسك على الاستقالة من منصبها! ودارت الحرب في العراق بحجة الأسلحة الكيماوية.

إن تشيني هو الرأس المدبرة في الإدارة الأميركية وهو الملياردير صاحب الشركات العملاقة والذي قام باستثمار شركاته في العراق حاليا. فكل شيء أصبح طبيعيا وسهلا بهذه النظرية لغزو البلدان! فالمصالح الشخصية باتت المتحكمة في إدارة الحكومات وتقاسم العالم. ومديرو الغزوات والحروب ومدبروها ليسوا كالموظفين السابقين في الإدارات الحكومية! ونظرية الـ1 في المئة تناسبهم جدا لزيادة ثرواتهم! وإنما هم أصحاب رؤوس الأموال والمشروعات الكبرى والذين باتوا يتحكمون في الدول ورؤسائها، ويقتطعون البلاد، ويتقاسمونها كخراف العيد دونما دليل وبأكاذيبَ عصرية هوليوودية!

هو جشع واستثمارات تجارية، وحادثة أخرى عن شركات تحويل الأموال والبطاقات الائتمانية مثل شركتي فيرست داتا (First data) وويسترن يونيون (Western union) اللتين قدمتا اتفاقا للمباحث الفيدرالية الأميركية (FIB) للتعاون معها بإعطائها معلومات عن جميع المنظمات والأفراد النشطين في تحويل العملات، والتي تقوم بدورها بتجميد حساباتهم بحجة استغلالها في الإرهاب. هذه الشركات منتشرة في العالم وقامت بدورها في لبنان وفلسطين وتسببت باغتيال القادة النشطين في مقاومة «إسرائيل» بعد إعطائها معلومات عنهم. فالدولة الصهيونية - كما هو معروف - شريكة في الحصول على كل البيانات من هذه الشركات الجاسوسية!

والسؤال هو: ما دور الحكومات في مثل هذه الجاسوسية والتجاوزات في اللعب في العالم؟ وكيف لها أن تصمت وهي تتصرف بكل هذه الجرائم الهمجية في حقوق البشر أم أن هذه التصرفات الأميركية الرائدة من بلاد القدوة هي دروس لمحاربة الشعوب المغلوبة على أمرها في الدول الأخرى، وهي بذلك تذلل لهم الصعاب على أن تحذو حذوها! وإن الحكام عليهم اتباع مثل تلك السياسات في بلدانهم، وإن الظلم نسبي اعتمادا على ما تريده الإدارة؟

إنه حقا عالم مغلوط وتصرفات هوجاء. وإن قراءة التاريخ وكتابته مثلما كتب رون ساسكند هي الدلائل البالغة ووثائقُ لإدانة هؤلاء المخادعين لشعوبهم. سيفضحهم التاريخ يوما ويحاكمهم ويضعهم حينها في عداد الشياطين وفي مزبلة التاريخ الحديث

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1952 - الأربعاء 09 يناير 2008م الموافق 30 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً