العدد 1952 - الأربعاء 09 يناير 2008م الموافق 30 ذي الحجة 1428هـ

قوة من أجل السلام

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

حققت إعادة لمّ شمل فرقة ليد زبلن الناجحة في ديسمبر/ كانون الأول أكثر مما كان متوقعا في تاريخ موسيقى الروك، وكان لذلك أسباب جيدة. في سبعينيات القرن الماضي كانت الفرقة البريطانية ساحرة إلى حد بعيد.

ولكن ما وراء الأغاني التي لا تُنسى والعروض الموسيقية الأسطورية أرسلت فرقة ليد زبلن رسالة قوية إلى محبيها ومعجبيها الذين التقطوا المحطات الإذاعية المناسبة. أخبرونا أنه إذا جمعنا الروح الغربية والروح الإسلامية معا لتمكنا من إنتاج قوة موسيقية شديدة تستطيع اختراق الحواجز التي تفصل بين الحضارتين. بأسلوبها الخاص كانت تلك الرسالة أكثر تدميرا من الموضوعات الشيطانية التي اتهمت الفرقة بأنها قدمتها بصورة مبطنة في أغنيتها «بوابة الجنة».

سلمان أحمد باكستاني ولد في لاهور وقضى فترة مراهقته في شمالي ولاية نيويورك. شكلت فرقة ليد زبلن رحلة صوتية إلى الوطن بالنسبة إلى سلمان أحمد. عندما شاهد الفرقة للمرة الأولى في ماديسون سكوير غاردن أثناء رحلة لهم عبر الولايات المتحدة العام 1977 كان ذلك وعيا روحانيا بالنسبة إليه. كان هناك شيء مألوف جدا وبعمق في موسيقاهم. عندما عاد إلى لاهور لدخول كلية الطب أدرك أن الفرقة قد وجهت الموسيقى الصوفية الجنوب آسيوية عبر موسيقى البلوز لإيجاد موسيقى الروك أند رول.

بعد فترة قصيرة استبدل سلمان سماعته الطبية بغيتار كهربائي. بينما أغرق العازفان الرئيسيان في ليد زبلن جيمي بيج وروبرت بلانت نفسيهما في موسيقى البلوز درس سلمان مع الأسطورة الموسيقية نصرت فاتح خان، الآتي من الاتجاه المعاكس، والذي قدم رسالة مماثلة من التناغم والأخوّة.

مارك ليفين نيويوركي ولد في نيوجيرسي. بالنسبة إليه بدأ سماع ليد زبلن كطفل صغير قصة حب مع موسيقى وثقافات العالم الإسلامي. معظم موسيقيي الروك أغرقوا في موسيقى البلوز. إلا أن الالتواءات في قطع بيج الفردية على الغيتار وألحان بلانت الصوتية امتدت إلى ما وراء البلوز للعظماء أمثال جوني كوبلاند ودكتور جون (الذي أسعد الحظ مارك ليعزف معه كعازف غيتار يافع). كانت هناك في موسيقى ليد زبلن مؤشرات على الإيقاع الربعي في الموسيقى العربية والثلث المحايد في الموسيقى الفارسية.

كان لفلسفة ليد زبلن الموسيقية «المُحكمة وإنما الحرّة الطليقة» بحسب وصف الفرقة أثر على كل من مارك وسلمان. في موسيقى البلوز والروك والجاز يعتبر دور عازف الطبل وضابط الإيقاع بالدرجة الأولى وضع خط محكم يمكن للموسيقيين الرئيسيين الانطلاق وفقه. نادرا ما يكون لقسم الإيقاع مساحة للارتفاع بالموسيقى إلى بُعد أوسع.

ولكن ضابط الإيقاع في ليد زبلن جون بول جونز وقارع الطبل جون بونهام فعلا ذلك بالذات. بالنسبة إلى سلمان يربط اللعب المتبادل بين الموسيقيين الأربعة لفرقة بسلسلة عظيمة من المرتجلين الذين تلهمهم الصوفية، ذلك التقليد الإسلامي الباطني. ولدى سلمان اهتمام خاص بهذا التقليد حيث تصنَّف موسيقاه أحيانا على أنها «موسيقى روك صوفية».

هذا النَسَب الموسيقي الذي أبرز ليد زبلن عن بقية عالم الروك أند رول مذكرا هؤلاء الذين يملكون آذانا موسيقية بالوقت الذي كانت فيه الفروقات بين الشرق والغرب والإسلام وأوروبا مازالت غير واضحة. وليس من العجيب أن الفرقة تم التعاقد معها من قبل موسيقي تركي هو أحمد ارتيغون، الذي يجتمعون مرة أخرى احتراما له. النوتات الموسيقية المرتفعة والمنخفضة التي تزيّن أغاني مثل «ذاهب إلى كاليفورنيا»، «العصي الأربع»، «الأصدقاء في الأضواء»، «كشمير» و «وقت وفاتي» (آخر أغنيتين هما أفضل ألحان الحفلة الأخيرة في لمّ الشمل)، هما بالنسبة إلى آذاننا، مستمدتان من أغانٍ تقليدية مثل «قوالي»، وهي شكل من أشكال الموسيقى المكرسة للشكل الباكستاني.

قدرة ليد زبلن على الانتقال بين الثقافات الغربية والإسلامية كانت ظاهرة عندما ذهب بيج وبلانت إلى المغرب لتسجيل أغانٍ لألبومهما العام 1994 وعنوانه «اللا ربع» وكذلك القرص المرئي DVD. لدى اكتشافهما موسيقيين يعزفون في أحد الأسواق في مراكش تمكن بيج وبلانت من الاتصال معهم موسيقيا، وبفورية أنتجت بعض أكثر أغاني الألبومات جمالا، مثل «يللا» و «المدينة لا تبكي».

تأثر موسيقيو الروك المسلمون اليوم وفنانو الـ heavy metal بدورهم وبقوة بليد زبلن. فموسيقى الفرقة تشكل صدى لتاريخهم وثقافتهم، فتساعدهم على إيجاد موسيقى مهجنة جديدة من الروك والميتال والإسلام، ومن خلالها، بعض أقوى وأفضل القطع الموسيقية للروك أند رول وأكثرها ابتكارية.

تحمل حتى أكثر موسيقى الـ heavy metal الإسلامية تطرفا في جوهرها رسالة سلام وتناغم. وهذا وزن مكافئ مهم لأصوات صدام الحضارات وأصوات الجهاد التي لا تنتهي والتي تهاجم آذان العالم اليوم.

لقد حان الوقت لأن يبدأ العالم بالإنصات اليوم. فرقة ليد زبلن المقبلة ستأتي على الأرجح من الدار البيضاء أو القاهرة أو كراتشي مثلما يمكن أن تأتي من لندن أو نيويورك.

* يدرّس التاريخ في جامعة كاليفورنيا إرفاين وهو مؤلف لكتاب لم ينشر بعد عنوانه «Heavy Metal Islam: Rock, Religion, and the Struggle for the

مؤسس فرقة الروك الباكستانية (جنون) وعازف الغيتار الرئيسي فيها والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1952 - الأربعاء 09 يناير 2008م الموافق 30 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً