لم يعد عمل المرأة الإعلامية يشكل حاليا تحديا أكبرَ من تحدي وصولها إلى المراكز التي تؤهلها لصنع القرار في المؤسسات الإعلامية، وقدرتها الحقيقية على إحداث تأثير وتغيير حقيقيين على المضامين الإعلامية التي تبث وتعرض عبر تلك المؤسسات.
كانت تلك إحدى أبرز الأفكار المثيرة للجدل التي كان يمكن طرحها على هامش ملتقى الإعلاميات البحرينيات الأول الذي افتتح أعماله أمس، ويختتمها اليوم. استعرض الملتقى عدة تجارب لإعلاميات عربيات وخليجيات استطاعت بعضهن الوصول إلى الصفوف الأمامية في قيادة مؤسساتهن، غير أن التحدي أو السؤال الذي يبقى بارزا بشكل كبير هو: هل يمكن لهؤلاء الإعلاميات فعلا المشاركة والتأثير في صنع القرار في مؤسساتهن؟ وهل يمكنهن تغيير المحتوى والمضمون الإعلاميين، والمشاركة في إعادة رسم «الأجندة» في تلك المؤسسات؟
كثيرٌ من المؤسسات الإعلامية التي وصلت المرأة فيها إلى مناصبَ مثل رئاسة التحرير وخصوصا في دول الخليج العربي هي مؤسسات معنية بمخاطبة المرأة تحديدا بصفتها جمهورا، فإما أن تكون مجلات نسائية متخصصة وإما نشرات وإما ملاحق متعلقة بالمرأة. يشكل هذا الأمر تحديا جديدا أمام المرأة - الإعلامية، تحديا لابد من النظر إليه بجدية بالغة. فالمسألة ليست حربا بين الرجل والمرأة للسيطرة على الحقل الإعلامي وفرض الأجندات. المسألة مرتبطة أصلا بتقديم محتوى إعلامي متوازن موجه لمجتمع تقتسم النساء فيه مواقعها مع الرجال.
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1951 - الثلثاء 08 يناير 2008م الموافق 29 ذي الحجة 1428هـ