يكثرالأماني مع دخولنا لكلّ عام جديد على رغم ضآلة آمال تحقيقها وسط الأوضاع الحالية السلبية التي تعيشها الرياضة البحرينية.
إحدى تلك الأماني هوأن تصدق المؤسسة العامّة للشباب والرياضة فيما تقوله عبر صفحات الصحف ووسائل الإعلام، ليس في شيء معيّن وإنما في كلّ الأمور التي تهم الرياضة وتكون فيه المؤسسة المسئول الأول المعني بالأمر.
من هذه الأمور التي ندعو أن تكون فيها أحاديث المسئولين بالمؤسسة صادقة وهي حقيقة المنشآت الرياضية التي خرجت علينا بها المؤسسة قبل سنوات ونحن الآن وبعد 4 سنوات تقريبا من إقرار واعتماد بناء الأندية النموذجية لكل من يساهم بشكل قوي في رقي الرياضة في البحرين وذلك عبر النظام المستحدث للأندية حينها وهو «الدمج»، لكن وبعد سنوات ليست بالقليلة نجد أنّ المؤسسة تتنصل من مسئولياتها التي يفرضها عليها القانون بحكم كونها الجهة المعنية بالرياضة، وثانيا تراها تتهرّب من أقوال مسئوليها وضماناتهم للأندية المعنية بالأمر من أنّ أنديتهم مازالت تحت المشروع المسمى بالأندية النموذجية.
من يرى كل ذلك ويكون على تصورتام سيجد أنّ أمرالأندية النموذجية قد انتهى بانتهاء البناء في ناديي الرفاع والشباب، ولولا كون نادي النجمة أحد الأندية الكبيرة في البحرين وصاحب شخصيات كبيرة في الشأن الرياضي، لكنا على أبواب غلق ملف يسمى «الأندية النموذجية» إذا ما كنا نتوقع إغلاقه في الأساس.
يا ترى عندما وضعت المؤسسة العامة البنودالتي وزعت على الأندية السابقة قبل دمجها، ألم تكن تعرف الكلفة المادية التي سيكلفها أمر بناء كل هذه الأندية، إذا ما عرفنا بأن دولة كالبحرين تملك القدرة على بناء كلّ هذه الأندية وباعتقادي بسهولة ويسر، إذ لا ينقصنا أي شيء لنصبح مثلا كدولة قطر التي أمست إحدى البلدان النامية المتطوّرة في الرياضة بسبب الضخ المادي غير المحدود والمتوازن والصحيح، ولاسيما أن البحرين تعد من الدول الاقتصادية والنفطية الكبيرة القادرة على دعم مشروعاتها الكبيرة، ولكن بشيء من الفن والتكتيك.
كان على المعنيين ومنها وزارة الأشغال أن تعمل إذا ما قلنا بصعوبة البناء في البحرين نتيجة لارتفاع الأسعارالجنونية لمواد البناء بترقيع المنشآت الحالية حتى تخفف بعض الشيء من هموم هذه الأندية، لا أن تجعلها منسية بعيدة عن خريطة الإصلاح.
مع نهاية العام الماضي 2007 كنّا مع تصريح جميل لرئيس نادي النجمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن إذ أكّد أنّ حلم النادي النموذجي قد تأخر، وقد رأينا أنّ المؤسسة قامت بوضع المناقصة لبنائه، فكيف يا ترى نريد من رئيس كنادي التضامن أو سترة أن يقولا والناديان على ما يبدو لن يكون لهما ناد نموذجي إلاّ في السراب والأحلام.
شخصيا أتوقع ألا تحظى هذه الأندية الفقيرة بأي مجال للمساعدة على رغم الوعود التي يتلقونها يوما بعد يوم، وشهرا بعد شهر، حتى باتت إداراتها تعمل وحدها في البحث عن بناء يبني لها ملعب مزروع بالعشب الطبيعي أو حتى الصناعي تبعدهم قليلا عن الإصابات التي تجلبها الساحات الرملية، وصالة تقيهم قساوة البرد والأمطار التي لا ترحم في البحرين، لكن في الوقت الذي تسعى هذه الأندية إلى بناء أنديتها بطرقها الخاصة فإنّ موانع أخرى ستكون في الطريق.
بات في النهاية أنْ تسلم الأندية الباقية على خريطة وعود المؤسسة بأنه لا مجال لبناء أنديتها النموذجية، وأن تفكر في الطريقة المثلى لترقيع ملاعبها الحالية بزيادة مثلا «الغبار» على الملاعب الرملية ورشه بالماء، ووضع حلول جذرية لمشكلاتها ونسيان موضوع الأندية النموذجية.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1951 - الثلثاء 08 يناير 2008م الموافق 29 ذي الحجة 1428هـ