العدد 1951 - الثلثاء 08 يناير 2008م الموافق 29 ذي الحجة 1428هـ

البرادعي ينصحنا بالحكم الصالح والتسامح والابتعاد عن «التمييز»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المدير العام لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي يعتبر واحدا من أهم الشخصيات العالمية اليوم، وكلمة منه أو تصريح أو تقرير يصدر عنه قد يؤدي إلى نشوب حرب أو إلى إحلال سلام... وفي مقابلته التي نشرت في صحيفة «الحياة» أمس (8 يناير/ كانون الثاني 2008) أشار إلى قضايا مهمة جدا، من بينها أن الدول العربية تنفق مليارات الدولارات سنويا على السلاح الذي يتحول إلى خردة و لم يحقق أمنا أو سلاما. وكان تقرير استراتيجي أميركي سابق قد أشار إلى أن الدول العربية (في مقدمتها دول الخليج) صرفت على السلاح خلال السنوات الماضية أكثر بعشر مرات مما صرفته «إسرائيل»، وهذا كله يعني ضياع فرص التنمية وتبذير أموال النفط وثروات الأجيال على «الخردة» التي لا تحفظ أمنا للحكام أو الشعوب في المنطقة.

البرادعي قال في مقابلته إن ما تحتاج إليه الدول العربية هو «نظام للحكم الرشيد (الحكم الصالح)، وتعليم، بحث علمي وتقنيات، وتمكين المواطن العربي ومنحه حق العيش في حرية وكرامة وسلام». وقال «لابد أن نبدأ بالإنسان وأن ننتهي عنده، وعندما يحظى الإنسان العربي بسلام وطمأنينة ستعيش المنطقة في سلام وتصالح مع نفسها... آن لنا أن نمر بالمرحلة التي مر بها العالم الغربي، وهي مرحلة النهضة التي تتلخص في التفكير العقلاني الرشيد».

وفعلا... إن ما نحتاج إليه ليس شراء مزيد من الأسلحة الغالية الثمن التي لا تنفعنا في شيء سوى أن نتورط بها بعد أن تصدأ، وما نحتاج إليه ليس صرف ما بين 35 و40 في المئة من موازنة الحكومة على أجهزة الأمن والدفاع، وإنما تحويل هذه النسبة إلى الصحة والتعليم والإسكان وغيرها مما ينفع الناس، وهذه جميعها لا تحظى بأي شيء مماثل لما يتم صرفها على الأمن والدفاع.

مشكلة أخرى أشار إليها البرادعي وهي ثقافة «عدم التسامح» المنتشرة في عالمنا العربي والإسلامي، وتحدث بأسف كيف أن بلداننا أصبحت تنقسم على أساس سني وشيعي، وعربي وكردي، وماروني ومسلم، وقبطي ومسلم، وفي الوقت ذاته نحاول إخفاء رؤوسنا في الرمال وندعي أن ليست هناك مشكلة. وقال «إن لدينا مشكلة والحل ليس في تجاهلها وإنما في معالجتها»، وهي مشكلة نابعة من «فقر وجهل وتخلف».

ولعلنا في البحرين لسنا بعيدين عن التشخيص الدقيق الذي طرحه البرادعي، ونحن نشاهد كيف أن الجهات الرسمية تتجاهل المشكلات الواحدة تلو الأخرى، بدلا من الاعتراف بالمشكلة والتوجه إلى حلها عبر الطرق السياسية التي يتبعها البشر في كل مكان... وإنه مما يحز في نفوسنا في البحرين كيف انتشرت ثقافة «عدم التسامح» وأيضا «التمييز» بين المواطنين على أساس طائفي، وقد أدت ممارسات غير إنسانية الى إضعاف فئات معينة من المجتمع بشكل واضح، وهذا بحد ذاته يؤجج المشاعر ويخلق المشكلات الواحدة تلو الأخرى... علينا ان نستمع الى أمثال البرادعي لكي نخرج من أزماتنا التي نخلقها لأنفسنا ولاسيما انها تتسبب في تخلفنا عن الحضارة الإنسانية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1951 - الثلثاء 08 يناير 2008م الموافق 29 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً