العدد 1949 - الأحد 06 يناير 2008م الموافق 27 ذي الحجة 1428هـ

ثمن الصحافيين!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

مهنة الصحافة هي مهنة الضمير، مهنة ملتصقة بالشرف والأمانة، أمانة قلم مطيع لإصبعي سيده... وأمانة مجتمع يتحملها الكاتب والصحافي... ويقع الكتّاب الصحافيون أو الصحافيون العاملون في الصحف في امتحان يومي عسير. فالكاتب الصحافي يتلوى بلدغات وسياط التعريض به، ويمارس ضده الابتزاز المتكرر والمتنوع المشارب، كما يتعرض لمطارق الإغواء والإغراء الماديين وطلبات شراء ضميره اليقظ... وهذه الرشوة قد تكون أراضي وأطيانا، أو فيلا في منطقة سياحية راقية، وقد تكون وظيفة لأحد أبناء هذا الصحافي. وقد تكون الرشوة منصبا لهذا الصحافي، أو أي شيء آخر... وبعض الصحافيين قد تتم رشوته بعزومة على بوفيه عشاء في أحد الفنادق أو عشاء في أحد مطاعم الوجبات السريعة (هابي ميل مثلا)، أو قد يكون سمبوسة وجباتي، بل البعض الآخر رشوته هي مسج فيه قليل من المدح والثناء على ما يقدمه الصحافي للجماهير!

طالعتنا إحدى “فلتات زمانها” - من خلال موقعها الباذخ الوفير (يصرف عليها من المال العام الذي تدعي الدفاع عنه، ولا أعلم هل من حقها أن تحصد كل تلك النقود على كتاباتها الصحافية الباهتة، أم لا؟! فما تكتبه لا يعجز عن كتابته أحد النابهين من تلامذة الصفوف الابتدائية الأولى)، تلك الشخصية الملمعة (جبرا) حتى النخاع، ومن خلال الدور المرسوم لها بدقة من قبل أطراف في السلطة (خشية من أطراف خارجية ضاغطة على السلطة) - باستعراض لما تمليه عليها جهات في السلطة بين الفينة والأخرى... وترضخ بالضرورة لكل ما يطلب منها من أعلى... وتقدم مساجلات رخيصة، في قيمتها العلمية، ولا ترقى إلى احترام عقل أصغر طفل يتابع مسلسلات الهبوط بالوعي وتسطيح الأشياء... هذه المساجلات السمجة، لا تحترم عقلا ولا تستخدم منطقا، وهي تقدم حججها البالية والقديمة والمكرورة منذ بدايات التلميع الأولى.

وبدلا من طرح الإشكاليات الحقيقية وتحليل الأسباب ودراسة النتائج، فإنها تقفز قفزا ضفدعيا ناحية تفسيرات سطحية (تفسيرات الدلة والسلة، دلة القهوة وسلة الرطب) بل وأجزم بأن العارفين والنابهين، وحتى غير النابهين، من زملائها الصحافيين يعرفون عنها ولا ينكرون عليها ما تقوم به من استخدام سيئ ومسيء للكتاب والصحافيين في البحرين.

هؤلاء الأميون تلميعهم خطأ جسيم، تمارسه الدولة بالإغداق عليهم في كرم حاتمي من خلال الرواتب العالية جدا، والأعطيات والهبات من خزينة الدولة، وهو استنزاف للموارد ووضعها في غير محلها الصحيح. وصاحبتنا تحولت من كاتبة صحافية مغمورة إلى إحدى ملاك الفلل الراقية في المناطق ذات الأثمان الباهظة!

إخراج هؤلاء إلى نقطة الإعلام لقيادة الرأي العام، وتسنمهم مراكز “تخب” عليهم خبا يفوق دشداشة “حبابه”! يمثل مهزلة كبرى لدولة تحترم لغتها العربية. ولم يتعد الحق ما خطه بيراعه زميلنا العزيز والمحترم والطيب والخلوق جدا خالد المطوع في مقال السبت الماضي. فهؤلاء يجب فضح سلوكياتهم واسترزاقهم بما يكتبون، وفضح التخريب المتعمد والتشويه وتدنيس شرف وعرض مهنة الصحافة. وفعلا فإن مثل هؤلاء يشكلون خطرا على المجتمع وأخلاقه أكبر بكثير من خطر الرقص الشرقي أو شغب الشوارع!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1949 - الأحد 06 يناير 2008م الموافق 27 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً