الجريمة التي ارتكبت بحق رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو تحتاج إلى تحقيق دولي أكثر من أي جريمة أخرى، وذلك للتعقيدات والملابسات التي أحاطت بها . فبوتو كانت ضحية لتقاطع مصالح محلية وإقليمية ودولية ولذلك لم يستبعد قادة الأحزاب الباكستانية تورّط الاستخبارات الباكستانية بشكل أوآخر في الاعتداء بينما عزاه مراقبون للتدخلات الأجنبية و صدّق كثيرون الرواية الرسمية بأنّ تنظيم «القاعدة» هو السبب.
لكن اللافت في الأمرأنْ يعلن البيت الأبيض أنه لاحاجة لتحقيق دولي في اغتيال بوتو،وذلك في تحوّل غير مسبوق للمواقف الأميركية في مثل هذه الحوادث.وكان لزاما على واشنطن أن تبررموقفها هذا، فأعلنت أنه مادام شرطة اسكتلنديارد البريطانية ستساهم في التحقيق فأنه لا ضرورة إلى تحقيق أممي. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن «قيام اسكتلنديارد بترؤس التحقيق أمر مناسب وضروري ولا نرى ضرورة قيام تحقيق يذهب إلى أبعد من ذلك». ماذا تقصد المتحدّثة بأن يذهب التحقيق أبعد من ذلك!
إنّ الموقف الأميركي من الجريمة كان مريبا منذ الوهلة الأولى لاغتيال بوتو حيث أصرّت الولايات المتحدة على قيام الانتخابات الباكستانية في موعدها في وقت تحترق فيه البلاد. وقبل أن توارى بوتو الثرى اتصلت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بنائب بوتو؛ لتضغط عليه من أجل المشاركة في الانتخابات،بينما لم يفق الناس من هول المصيبة.
وعموما مشاركة اسكتلنديارد في التحقيق لا تغني عن التحقيق المستقل إذا خلُصت النوايا ولكن يبدو أنّ واشنطن اختارت النزول عند رغبة رجلها في إسلام أباد؛ ليكون الاغتيال اغتيالين لبوتو.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1948 - السبت 05 يناير 2008م الموافق 26 ذي الحجة 1428هـ