العدد 1948 - السبت 05 يناير 2008م الموافق 26 ذي الحجة 1428هـ

بذخ مليارديرات العالم

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أفادت دراسة نادرة عن إنفاق الأثرياء في العالم أنهم يخصصون حوالي ربع استثماراتهم في البذخ على اليخوت والطائرات وغيرها من المقتنيات باهظة الثمن وحوالي الخمس للفنون. وقدر تقرير الثروة العالمي لعام 2007 الذي يستخدم على نطاق واسع كعلامة دالة في مجال صناعة إدارة الثروة أن الأصول المملوكة لأغنى أغنياء العالم ارتفعت بنسبة 11 في المئة لتصل الى 37 تريليون دولار في العام 2007، ما حفز الطلب على أنماط الحياة الباذخة والعلامات التجارية الشهيرة. وقامت الدراسة بإحصاء الأشخاص الذين يملكون أصولا سائلة بأكثر من مليون دولار ومنهم حوالي 9,5 ملايين، بحسب «رويترز». وقدرت الدراسة أن 1,8 في المئة من أموالهم أو حوالي 670 مليار دولار أنفقت على ما سمته الدراسة «استثمارات البذخ». وقالت دراسة مؤسستي ميريل لينش وكاب جيمني إن 26 في المئة من هذه النسبة اتجهت إلى المقتنيات الباهظة وضمنها اليخوت الرائعة والسيارات الفخمة وإن الطلب على تلك السلع يتزايد.

ويبدو أن بعض أثرياء العالم لم يجدوا في وسائل الترف التقليدية ما يكفي لإرضاء غرورهم ولأجل هذا لم يجدوا بدا من ابتكار طريقة جديدة للتباهي والصرف البذخي لا سيما أنه لن يؤثر على ثرواتهم. فقد أصبحت الغواصات هي الصيحة السائدة بينهم، إذ بدا المؤسس الشريك لـ «مايكروسوفت»، بول ألن وامبراطور النفط الروسي رومان أبراموفيش وكأنهما في سباق يحاول فيه كل منهما أن يبز الآخر ويتفوق عليه من خلال السعي إلى اقتناء أكبر قارب غوص. أما شريك بيل غيتس، فهو يمتلك غواصة ذات لون أصفر لامع وتتسع لعشرة ركاب. وهو يحتفظ بها على طريقة جيمس بوند فوق ناقلته البحرية «أوكتوبس» التي يبلغ طولها 416 قدما وتشتهر بأنها أكبر يخت في العالم. وأما أبراموفيش، فقد ركب غواصة تتسع لشخصين على يخته الفاخر بيلوريس والذي يبلغ طوله 338 قدما.

ولم يشأ أثنان من أثرياء الشرق الأوسط أن يتخلفوا عن اللحاق بالركب. فقد التحقا أخيرا بالسباق الجاري على أشده وذلك من خلال اقتناء غواصات تم تصميمها وفقا لأحدث التقنيات ويشتمل كل منها على غرفة نوم كما أنها تتسع لسبعة أو ثمانية أشخاص. وقد تحدث مصمم الغواصات الخصوصية بول مورهاوس، في هذا الصدد قائلا: «إن بناء الغواصة الواحدة يكلف ما لا يقل عن 17,5 مليون دولار في حين ان كلفة صيانتها السنوية تبلغ نحو 174 ألف دولار.

الأمر غير المتوقع هو ذلك النمو الفطري لميارديرات موسكو التي أصبحت اليوم ثاني أكبر مدينة في العالم من حيث عدد المليونيرات بعد نيويورك. وقد تطورت الخدمات التي تهدف إلى إرضاء أهواء هذه الطبقة المتنامية من الأفراد ممن لديهم ثروة كبيرة ولكن وقتهم ضيق. وذكرت مجلة «فوربس» أن عدد المليونيرات في موسكو أكبر منه في لندن وتأتي موسكو في المرتبة التالية بعد نيويورك.

وحول الخدمات التي ترضي مزاج مليونيرات موسكو تقول إحدى الشركات التي لم يمض على تأسيسها عاما واحدا بعد، إنها اصطحبت عملاءها إلى ملاه ليلية للأثرياء وقامت بحجز موائد في بعض من أرقى المطاعم في العالم والتي يصعب الوصول اليها، بل واشترت لهم كلابا أليفة.

وتقول رئيسة كوينتاسنشيالي روسيا وهي وحدة تابعة لشركة للخدمات الخاصة مقرها لندن، ايرينا فولسكايا: «طلب منا عميل توفير فيل لحفل عيد ميلاد ابنته الذي أقيم في الهواء الطلق».

وكانت شركة فولسكايا واحدة من مئات العارضين في معرض موسكو للمليونيرات وهو مناسبة سنوية تعرض فيها الشركات التي تقدم سلعا مترفة منتجاتها الباهظة في عهد يؤمن بالقول المأثور «كلما كان أكثر بذخا كلما كان أفضل» وتباع، في ذلك المعرض، زجاجة فودكا يصل سعرها الى 500 دولار وسيارة مرسيدس مرصعة بالألماس ومائدة لتقديم القهوة مصنوعة من عاج حيوان الماموث.

ويقول مدير شركة نيو بيزنيس ديفيلوبمنت التي تنتج تلفزيونات منزلية عرضها نحو 4 امتار غاري ويسبرغ: «نحن هنا لأننا نريد أن نرى رد الفعل تجاه منتجاتنا».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1948 - السبت 05 يناير 2008م الموافق 26 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً