من الواضح أن المتنفذين لا يكلفهم تدمير التاريخ سوى أجر عامل آسيوي يقود جرارة تطوف على أقدم مقبرة في التاريخ لتدميرها.

في دول أخرى تُدفع الملايين للحفاظ على هذا التاريخ، بل لاسترجاعه من دول أخرى اختطفته، كما فعلت مصر وغيرها الكثير من الدول، على حين في البحرين تتساوى آثارنا مع آثار عجلات الجرافات التي تدوسها.

فمن يصدق أن أقدم مقبرة في التاريخ، وبعد أن كانت تضم 100 ألف مقبرة تاريخية، لم تكترث الجهات الرسمية الحفاظ على البقية الباقية منها والتي لا تتجاوز 5 آلاف مقبرة؟.

ولم تشفع اكتشافات علماء الآثار الدنماركيين الأخيرة قبل أشهر قليلة - التي أسفرت عن العثور على قصر كبير يعود تاريخه إلى فترة دلمون - لدى الحكومة للحفاظ على هذا التاريخ، وهي الاكتشافات التي ربما تسفر - إن استمرت - عن اكتشاف قصور أخرى في مناطقَ أخرى من التلال.

تاريخنا لا يحتمل التعامل معه بفئوية أو طائفية؛ لأنه يمثل البحرين ككل، والذين دفنوا في هذه القبور غير محسوبين على هذه الفئة أو تلك.

المشكلة في أن الجهات المعنية حتى النواب باقتراحاتهم يتعاملون بانتقائية ومناطقية حتى في تاريخ البحرين، إذ لا تكلف الحكومة نفسها حتى بوضع سياج يحفظ أقدم مقابر تاريخية، وفي المقابل تدفع الملايين لترميم بيوت أثرية مضت عليها مجرد عقود في مناطق المحرق وغيرها، على رغم أن الترميم أسهل بكثير من بناء أقدم قبور تاريخية.