العدد 1947 - الجمعة 04 يناير 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1428هـ

قاسم: لماذا لا تستجيب الحكومة للحوار؟ ولماذا تتحمل جميع الأطراف الخسائر؟

القطان يدعو إلى الحفاظ على المكتسبات ونعمة الأمن

تناول خطباء منابر الجمعة أمس مجموعة من الموضوعات التي تمس الساحة المحلية، ففي الوقت الذي دعا فيه خطيب جامع الإمام الصادق (ع) في خطبته إلى حوار بناء وجاد بين مختلف الأطراف للخروج من وضع الاحتقان، رأى خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان ضرورة الحفاظ على المكتسبات ونعمة الأمن.

ففي جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز أكّد قاسم أن سقوط قتيل في الأحداث الأخيرة يتطلب فتح تحقيق يُشارك فيه المدّعي للوقوف على الحقائق من دون استفراد المدّعى عليه، وقال: «لقد شهدت الأحداث الأخيرة التي مرّت على البحرين عودة الأساليب الوحشية في التعامل مع المواطنين، وهتك حرمة المساجد والبيوت والاعتداء على النساء المسالمات وأفرزت الأحداث موقوفينَ بالعشرات(...) وعن هؤلاء الموقوفينَ، فإننا نُطالب الحكومة بكلّ جدية وإصراربإطلاق سراحهم، وإما إذا طالبت جمعية الوفاق بذلك فسيكون كلام تحصيل حاصل؛ لأنّ الوفاق مستميتة في ذلك، وأنا أزيد حثي لها للمضي في هذا الدرب حتى تخلو السجون».

وأضاف «لا ندري ما الذي تنتظره الحكومة، أنْ يتخلّى الناس عن المطالبة بحقوقهم المشروعة، ويقبلونَ بوضع التهميش... إنّ الحل للمشكلة هوعن طريق حوارمفتوح تُشارك فيه كلّ الأطراف، فلماذا لا تستجيب الحكومة للحوار؟ ولماذا تتحمل جميع الأطراف الخسائر»؟!

ولفت قاسم إلى أنّ الأزمة السياسية أزمة ملفات كبرى ومصيرية « والحكومة تصرّ على إهمالها، ومنها ملف التجنيس هذا الملف الخطير وبدل اللجوء إلى الحل تلجأ إلى التخدير الإعلامي، ومَنْ يدّعي بأنّ الأزمة هي أزمة أمنية فهم يَحجبون الحقيقة».

الانفتاح على الأساليب السلمية الشرعية للمطالبة

ونوّه قاسم في طيّات خطبته إلى «ضرورة الانفتاح على الأساليب السلمية الشرعية كافة للمطالبة مع اختيار المناسب بحسب مقتضى الظروف، واستبعاد أساليب العنف من غير أنْ نضمن الانفلات في الشارع الناتج عن فقدان الصبر من بعض الأشخاص».

واختتم قاسم حديثه قائلا:» نرى لزاما علينا أنْ ننصح بعض الشباب الذين يصدرون فتاوى بالتحريم بأنْ يكفوا عن فتاواهم احتراما لدينهم».

وتطرّق قاسم إلى موسم عاشوراء الذي يطرق الأبواب، مشيرا إلى أنّ هناك ارتباطا روحيا ونفسيا بين المؤمن وكربلاء بكلّ بطولاتها وآلامها وفجائعها وأهدافها النبيلة ورساليتها الواضحة وإمامها العظيم الحسين (ع)، وهناك ارتباط بين هذا الشهروبين كربلاء التي شهدت الظلم وشلل الإرادة الذي أصيبت به الأمّة.

وقال:» بمَ نستقبل هذا الشهر؟ لكلّ استقبال عدّته وما يناسبه، ومحرّم شهرالحسين (ع) وهو شهرالإسلام والإمامة، وشهر المفارقة بين إمامة الحق وإمامة الباطل(...) لا نحسن استقبال هذا الشهر إلاّ باستقباله برساليته وبالتزام أكيد شامخ وثابت بالتشريع الإلهي وسنة نبيه».

وبيّن بأن ثورة الإمام الحسين (ع) لم تكن لمعالجة الناحية الاقتصادية والقضايا الآنية وإنْ كانت ثورة الحسين (ع) جاءت لتصحح كلّ القضايا، ولكنّ الهدف الأسمى العودة إلى خط الإمامة الشرعية وكلّ راية لا تدخل تحت راية القرآن هي في منظورالإسلام راية جاهلية». وعرّج قاسم إلى انقضاء عام وحلول عام جديد متسائلا عمّا حققه الإنسان في عامه المنصرم، وكيف أنّ قدوم العام يُستقبل بالأغاني والرقص ولا يُستقبل ببكاء المرء على ما فرّط في جنب الله.

القطان: أهمية الحفاظ على المكتسبات ونعمة الأمن

من جهته تطرّق خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفيرالشيخ عدنان القطان إلى أهمية الحفاظ على المكتسبات وحفظ نعمة الأمن؛ لأنها من نعم الله على عباده، داعيا الشباب إلى مراجعة النفس لإبقاء وطنهم آمنا بعيدا عن الاضطرابات الأمنية.

وتحدّث القطان عن دخول العام الجديد قائلا:» إنّ العمر يمر بسرعة من دون أنْ يشعربه الإنسان، وكلّ يوم يمرعلى العبد يقصرمن عمره، ويقرّبه من قبره ويبعده عن أهله، فيا لخسارة مَنْ ألهته دنياه عن آخرته».

وأوضح القطان بأنّ غرورالنفس وهواها والأمل يقودانها إلى الهلاك، فليسأل الإنسان نفسه عما قدّمه لآخرته من زاد، وليسأل نفسه عن أداء الفرائض، وليحاسب نفسه بعد ذلك عن أمواله التي اكتسبها، هل كسبها من حلال أو أنه كسبها على حساب الناس؟ وليسأل نفسه عن الولائم التي كلفت عشرات الآلاف، والمجالس التي جلس فيها والأحاديث التي خاضها، وليسأل نفسه بعد ذلك عن الدنانير التي أنفقها في سبيل الله؟

وأضاف» بعد أيام قليلة نودّع عاما هجريا ونستقبل عاما جديدا، ويصيبنا الأسى على زمن مضى في العصيان، وعلى أحبة غدوا أثرا بعد عين، ومضوا إلى الواحد القهّار وهو عزاؤنا فيهم(...) ينبغي أخذ العِبرة والموعظة من الأحداث التي مرّت على الأمّة الإسلامية من قتل وترهيب وتشريد سبب ألما للمسلمين جميعا بعد أنْ كانُوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرالبدن بالسهروالحمى، وكم مرّ على الأسماع من مجاعات وأمراض وفيضانات، وكلّ ذلك فيه تحذيرمن رب العالمين». وقال:» عاهد نفسك أخي المسلم على تأدية الفرائض والمحافظة على الصلوات، وصلة الأرحام وإعطاء كلّ ذي حق حقه».

سلمان: نطالب بفتح المجال للجمعيات الحقوقية للاطلاع على أوضاع المعتقلين

من ناحيته، تطرّق خطيب جامع الإمام الصادق (ع) في القفول الشيخ علي سلمان عن التعايش بين المجتمعات والحكومات وعرج على الأوضاع في البحرين في قوله: «هنا في البحرين، لدينا عدّة خيارات، نستطيع أنْ نعيش على قاعدة الصراع، ونستطيع أنْ نعيش على قاعدة التعايش وذلك من خلال جهد الطرفين ولها شروط سنتطرق لها لاحقا، فإما أنْ يتصارع المجتمع والدولة، وإما أنْ يتعايشوا ليس تعايش المغلوب على أمره بل تعايش التوافق، وهذا الوضع قائم في مختلف الدول والمجتمعات فلا يمكن أنْ يكون هناك أيّ خيار يجعل الفرد يأخذ طريقا مختلفا».

وأشارإلى أن بعض الدول وخصوصا الأوروبية منها تجاوز مرحلة الصراع إلى مرحلة التعايش السلمي «أمّا الدول العربية والإسلامية فلا تزال تعيش في مرحلة الصراع».

وعن الأحداث الأخيرة قال سلمان:» لدينا قلق على أبنائنا الموجودين في المعتقل، إذ تتسرّب بعض المعلومات تقول إنهم قد تعرّضوا لمعاملة سيئة، أنا لا أميل إلى تضخيم الأمر، ولا أميل إلى نفي الأمر وعلينا أنْ نعرف الواقع وأنْ نحاول معالجة هذا الواقع... يجب فتح الأبواب من خلال السماح للمحامين والجمعيات الحقوقية للاطلاع على ظروف المعتقلين، فأيا كانت الظروف التي تمر بها البحرين لا يجوز إساءة معاملة المعتقلين ويجب أنْ نكون ملتزمين بالقانون في كلّ جانب».

وأضاف «نحن نطمح من خلال تيار الوفاق إلى عدم استمرار التدافع الأمني وهو ما تحقق بنسبة كبيرة، والموضوع الآخر هو رفض التجاوزات، عبر إدانتها علنية وفي تواصل مباشرة ونقل لهذه التجاوزات والطلب المباشرلإيقافها، وهناك مساهمة في الحد من التجاوزات ولا أستطيع أن أقول أننا وصلنا إلى ما نطمح في وقف التجاوزات».

وأشار إلى أنّ (الوفاق) تعمل على وقف الآثارالمترتبة على الأحداث الأخيرة كتعرض كتحويل بيوت الله إلى مواقع للمعارك.

العدد 1947 - الجمعة 04 يناير 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً