العدد 1947 - الجمعة 04 يناير 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1428هـ

قالت الصحف

اغتيال بوتو يسرق مفتاح الاستراتيجية الأميركية في باكستان

تداعيات اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو هيمنت على تغطيات الصحف الأميركية، فاعتبرت أن واشنطن خسرت بسبب هذه العملية, التي رمت بباكستان في المجهول, مفتاح استراتيجيتها في هذا البلد, محذرة من تأثير الأزمة الباكستانية على حرب أفغانستان.

مستقبل مجهول

قالت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إن اغتيال بوتو التي تعهدت بإعادة الديمقراطية إلى باكستان ينذر بدخول هذا البلد في مستقبل مجهول.

ونقلت قول بوتو قبيل اغتيالها إنها خاطرت بحياتها وقدمت إلى البلاد لأنها تعتقد أن باكستان في خطر.

أما رجل الأعمال الباكستاني المقيم في الولايات المتحدة منظور لياز الذي التقى بوتو أكثر من 10 مرات فإنه يؤكد في مقال له في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أن موتها لا يمكن أن يعتبر بداية نهاية باكستان.

وذكر لياز أن بوتو اشتهرت في فترتي حكمها رئيسة لوزراء باكستان بأنها «سياسية متغطرسة ومرتشية كادت توصل باكستان إلى حافة الانهيار الاقتصادي أكثر من مرة».

لكنه حذر من أن اغتيالها جعل باكستان قاب قوسين أو أدنى من الفشل الكامل كدولة, وخصوصا في ظل اتهام جهاز استخبارات الرئيس الباكستاني برويز مشرف بالتواطؤ مع من قتلها.

واعتبر لياز أن على مشرف فرض حال الطوارئ من جديد لتجنيب باكستان حربا أهلية أو انقلابا عسكريا يقوم به ضباط إسلاميون مستغلين الفوضى السياسية التي تعصف بالبلاد.

وبحسب «لوس أنجليس تايمز» يرى غالبية المراقبين أن اغتيال بوتو هو في الواقع تراجيديا جماعية حلت بالباكستانيين, وتنقل عن الطالب الجامعي عمران أشفق قوله: «إن ما حدث في باكستان لا يضاهيه في أميركا إلا اغتيال الرئيس الأميركي جون فرانك كيندي».

وأكدت الصحيفة أن اختفاء بوتو ربما يعني نهاية السلالة الحاكمة لأسرتها ما يعني بداية عهد جديد لباكستان, مبرزة أن العهد الجديد ليس دائما هو الأفضل.

خسارة استراتيجية

وتحت عنوان «اغتيال يسرق مفتاح الاستراتيجية الأميركية في باكستان» قالت صحيفة «يو أس أيه توداي» إن إدارة الرئيس الأميركي كانت تراهن على بوتو لجلب الاستقرار إلى أخطر دولة في العالم.

وكان الأمل يحدوها في أن تتمكن رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة من العودة إلى سدة الحكم عبر الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها الشهر الجاري، فتعزز المؤسسات الديمقراطية لتساعد على حماية الأسلحة النووية الباكستانية من المتشددين الإسلاميين الذين أصبحوا يمثلون جزءا مهما من الشعب الباكستاني.

لكن تلك الآمال تبددت بعد الاغتيال المأسوي لبوتو الخميس قبل الماضي.

الصحيفة قالت إن هذا الاغتيال لم يزح بوتو من الصورة من دون أن يكون هناك بديل لها لا ينازعه أحد, فحسب, وإنما أضعف كذلك مشرف الذي يعتبر على رغم أساليبه الدكتاتورية عدوا للمتشددين الإسلاميين.

أما صحيفة «واشنطن بوست» فذكرت أن بوش عقد اجتماعا مع كبار مستشاريه للشئون السياسية لتدارس الأزمة المتفاقمة في باكستان, مشيرة إلى أنه يخشى أن يمثل اغتيال بوتو بداية هجمة للإسلاميين المتشددين قد تمتد لتشمل مناطق خارج باكستان؛ ما قد يقوض مجهود الحرب الأميركية في أفغانستان.

وبحسب الصحيفة فإن مسئولي الجيش والاستخبارات الأميركيين لا يتوقعون تأثيرا فوريا لهذا الاغتيال على العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان, لكنهم قلقون من أن استمرار عدم الاستقرار في باكستان سينتقل عاجلا أم آجلا إلى أفغانستان.

العدد 1947 - الجمعة 04 يناير 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً