العدد 1947 - الجمعة 04 يناير 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1428هـ

التوريث السياسي لن يمنع الانقسامات داخل حزب بوتو

توقع خبراء في الشأن الباكستاني أن اختيار حزب الشعب نجل رئيسة الوزراء الراحلة بنظير بوتو ذي الـ 19عاما لخلافة والدته في رئاسة الحزب، سيؤدي على المدى البعيد لحدوث انشقاقات في الحزب من قبل أطراف من عائلة بوتو ترى أنها أحق من ابن بنظير الذي ينتمي لعائلة أخرى في قيادة الحزب.

لكن الخبراء أعربوا في تصريحات خاصة لـ»إسلام أون لاين.نت» عن اعتقادهم بأن توريث قيادة حزب الشعب كفيل بدعم وحدة الأراضي الباكستانية، في مواجهة دعوات الانفصال عن باكستان التي تناهضها عائلة بوتو منذ سنوات خاصة في إقليم السند الحدودي مع الهند.

المحلل السياسي الباكستاني مصباح الله عبدالباقي يرى أن «انتقال رئاسة حزب الشعب إلى نجل بنظير بوتو مفاجأة كبيرة، فعلى رغم أن وراثة القيادة في حزب الشعب أمر مألوف فإن اختيار ابنها بيلاول زاداري كان مفاجأة للجميع، باعتبار أنه ينتمي لعائلة أخرى غير عائلة بوتو» هي عائلة زاداري.

وأوضح عبدالباقي في تصريح خاص لـ «إسلام أون لاين.نت» بقوله: «هناك أطراف قوية من عائلة بوتو كان متوقعا أن تحمل راية الحزب بعد رحيل بنظير، مثل عمها ممتاز علي بوتو، وأختها صنم ذي الفقار، وكذلك أولاد أخيها ذو الفقار الصغير مرتجى ذو الفقار علي بوتو وأخته فاطمة». واستطرد قائلا: «وكل هذه الأسماء فاعلة جدّا في الحزب، وسترى أن انتقال رئاسة الحزب لنجل بوتو الذي لم يتجاوز 19عاما، فضلا عن انتمائه لعائلة أخرى (زاداري) إهانة لها وستحاول خطف الرئاسة وإعادتها مجددا إلى أبناء ذو الفقار علي بوتو».

وشكك المحلل السياسي الباكستاني في الوصية التي تركتها بوتو والتي أوصت فيها بإعطاء رئاسة حزب الشعب لزوجها في حال موتها بالقول: «وصية بوتو مشكوك في صحتها... من أعلن عنها هو زوجها آصف زاداري الذي تنازل لابنه بوراثة الحزب... وآصف شخص مثير للجدل، واتهم كثيرا بالفساد».

الاعتراض على زاداري

فكرة حدوث انشقاقات وصراعات في حزب الشعب بعد توريث رئاسة حزب الشعب لنجل رئيسته الراحلة بنظير بوتو يؤكدها الخبير في الشأن الباكستاني صادق بلال بقوله: «غياب بنظير بوتو كشخصية كاريزمية قادرة على جمع جميع القوى داخل حزب الشعب حولها سيوجد بيئة مواتية للصراع على القيادة في هذا الحزب الكبير، خصوصا بعد تسليم نجلها الذي لم يتجاوز المرحلة الثانوية».

ويضيف بلال في تصريح خاص لـ»إسلام أون لاين.نت» بقوله: «على رغم أن التوريث هو الأساس في زعامة حزب الشعب فإن القوى الفاعلة في الحزب، سواء من عائلة بوتو أم من خارجها، سيشعرون بالضيق من سيطرة آصف زاداري على الحزب من خلال نجله، وهو رجل مثير للجدل، وعلاقته بالحزب تتمثل فقط في كونه زوج بوتو».

ولفت بلال إلى أن اختيار ابن بوتو لقيادة الحزب في هذه المرحلة الحرجة من مسيرة الحزب بعد رحيل زعيمته القوية «سيضعف ويحد من أداء الحزب الكبير، وهو ما سيؤدي إلى دخول الحزب في مشكلات كبيرة بشأن الزعامة، والانشقاقات ليست بعيدة عنها».

وظاهرة وراثة زعامة الأحزاب الكبيرة مشهورة في بلدان شبه القارة الهندية، ففي باكستان ورثت بينظير بوتو زعامة حزب الشعب عن والدها ذو الفقار علي بوتو بعد إعدامه على يد الرئيس ضياء الحق.

وفي الهند يتوارث أبناء نهرو مؤسس حزب «المؤتمر» زعامة الحزب ذي الشعبية الكبيرة في البلاد، فمن بعد وفاته (نهرو) تولت ابنته أنديرا، الشهيرة بأنديرا غاندي زعامة الحزب، ومن بعد اغتيالها عام 1984 تولى القيادة أخاها راجيف غاندي الذي قتل العام 1991. وتتولى الآن زوجة راجيف الإيطالية الأصل سونيا غاندي زعامة المؤتمر.

وفي بنجلاديش تزعمت الشيخة حسينة واجد الحزب الذي يحمل اسم «رابطة عوامي» أو التنظيم الشعبي، بالوراثة عن والدها الشيخ مجيب الرحمن الذي كان قد أسس الرابطة في نهاية العام‏1971‏.

وحدة باكستان

من أهم الإيجابيات التي تحققت بتولي نجل بوتو رئاسة حزب الشعب «استمرار الحزب في الحفاظ على وحدة الأراضي الباكستانية، ضد الدعاوى الانفصالية، لا سيما في إقليم السند معقل الحزب، وهي السياسة التي ظلت عائلة ذو الفقار علي بوتو تتمسك بها» بحسب المحلل السياسي الباكستاني الدكتور جاسم تقي الدين.

ويرى تقي الدين في تصريح خاص لـ»إسلام أون لاين.نت» أن الحفاظ على وحدة الأراضي الباكستانية كانت حاضرة في حديث زوج بوتو للصحفيين اليوم الأحد بقوله: «إن البنجابيين ماتوا دفاعا عن بوتو»، في إشارة إلى أهالي مدينة روالبندي «ذي الغالبية البنجابية» الذين حاولوا الإمساك بالقاتل فقتل منهم 20 شخصا، وجرح 56 آخرون.

وتتكون باكستان من 4 أقاليم هي (بلوشستان، السند، البنجاب، سرحد)، وتوجد حركات في إقليمي السند وبلوشستان المتجاورتان تدعم الانفصال عن باكستان، وتكوين دولة سندية ذات سيادة أو فيدرالية سندية - بلوشية.

وترجع دوافع الحركات الانفصالية في السند وبلوشستان لـ «الهيمنة البنجابية العسكرية لنظام برويز مشرف، وكذلك لأن الحكومة المركزية ذات الهيمنة البنجابية منذ عقود حرمت بلوشستان من قسمة عادلة لاعتمادات التنمية والتحديث، وتدفع فقط 12 في المئة مما تستحقه بلوشستان مقابل الاستفادة من الغاز الطبيعي الموجود فيها» بحسب الزعماء الانفصاليين.

ويقول دعاة الانفصال أيضا أنه «جرى لعقود حرمان السند والبشتون من منفذ إلى مياه نهر الأندوس؛ بسبب مشروعات السدود التي توجه حصتهم من المياه إلي إقليم البنجاب»، وعقب مقتل بينظير بوتو الخميس الماضي هتف أنصارها في السند ضد الرئيس الباكستاني برويز مشرف والحكومة... ودعوا إلى انفصال إقليم السند عن باكستان.

العدد 1947 - الجمعة 04 يناير 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً