العدد 1946 - الخميس 03 يناير 2008م الموافق 24 ذي الحجة 1428هـ

إلى من يهمه الأمر

كنت ومازلت أحد المتابعين للبرنامج الإذاعي «صباح الخير يا بحرين» وأتابع جميع فقراته ولاسيما فقرة «إلى من يهمه الأمر» وهي فقرة تسجيلية لشكاوى بعض المواطنين يناشدون فيه المسئولين عن شكاواهم ويطلبون منهم أن يجدوا الحل المناسب لمشكلاتهم وتكون عادة في الوزارات والمؤسسات الحكومية الرسمية والخاصة... وعلى غرار هذه الفقرة قررت أن يكون مقالي هذا مناشدة إلى المسئولين عما سأكتبه عله يجد الحل لنا كمتابعين وجماهير للحركة الرياضية في البحرين... فإلى من يهمه الأمر.

المنشآت الرياضية

لا يختلف اثنان على أن البحرين من أفقر الدول الخليجية للمنشآت الرياضية... فالكلام يجرنا أولا نحو الاستاد الوطني وهو الوحيد الذي تقام عليه مباريات المنتخبات الوطنية بجميع فئاتها وتقام عليه مباريات الدوري ومباريات كأس الملك ومباريات كأس ولي العهد... فالملعب لو كان ينطق لقال «ارحموني شوي»... وأظن أنه نطق... ففي هذا الموسم رأينا نقل بعض المباريات إلى استاد نادي المحرق بعراد وإلى استاد النادي الأهلي في الماحوز... والظاهر انه إذا الله كتب (وسقط المطر) فبالتأكيد أن مباريات الدوري ستتوقف لكون ملاعبنا (يفضحها المطر)... في المقابل، عندما ترى المنشآت في الدول الخليجية الأخرى كدولة قطر والمملكة العربية السعودية... نقول (يا ريت كان عندنا ملعب واحد بس مثل ملاعبهم)... فملاعب الأندية القطرية بالعربي الفصيح (غير) فما بالك باستاد خليفة الدولي؟! والذي يستضيف فعاليات عالمية كبطولة العالم لألعاب القوى، فإلى متى ونحن ننتظر ملعبا واحدا كملاعب الدول الخليجية؟ أو سؤال آخر: ماذا ينقصنا لإنشاء ملعب دولي متكامل وبأحدث التجهيزات العالمية؟ فلعلّ هذا الاستاد هو من سيأهلنا لكأس العالم في المستقبل! فمن هو المسئول عن ذلك؟

محترفو دورينا «المتواضع»

الكلام عن المحترفين الأجانب قد يكون قاسيا... ولكنه حقيقة يجب الاعتراف بها... فبعد الجولات التي لعبت في الدوري، فالمحترفون وجودهم من عدمه واحد... فلا مستوى فني ثابت، ولا تاريخ يشفع له بالاحتراف في الخارج وربما يكون دورينا يخرج لاعبين بحرينيين أفضل من الأجانب... فعلى سبيل المثال في الدول المجاورة يكون تأثير اللاعب المحترف في الفريق بنسبة لا تقل عن 10 في المئة، أما هنا فاللاعب المحترف حاله كحال اللاعب البحريني (والمحترف يحصل على راتب) وهو لو غاب عن الفريق فلا يتأثر الفريق، فترى مستوى الفريق بوجوده ومن غير وجوده في مثل المستوى... فمن هو المسئول عن مثل هذه الصفقات والتي قد تدهور الكرة البحرينية وتهدم مواهب بحرينية واعدة تكون أسيرة كرسي الاحتياط؟ ولماذا لا تكون هناك ضوابط لاستقدام هؤلاء المحترفين؟ ولماذا لا تكون هناك لجنة احتراف للاعبين الأجانب على مستوى المملكة؟ تكون فيها ضوابط للراتب الشهري الذي يتسلمه المحترف وللمبلغ الذي بإمكان النادي أن يشتري به هذا المحترف واستقدامه للعب في صفوف الأندية المحلية؟

القناة الرياضية والبث التلفزيوني

يعجز الكلام وتكثر الكلمات... فلا تطور ملحوظ ومكانك قف... قد نكون قاسين كثيرا على القناة الرياضية، وللقائمين عليها كل الشكر والتقدير والاحترام، وأعلم شخصيا أنهم يبذلون قصارى جهدهم وعلى رأسهم مدير القناة أحمد عاشور... فبالإمكانات المتاحة عيني عليهم باردة فهم يقومون بعملهم بقدر المستطاع ليضعوا المشاهد البحريني في الحدث المحلي... ولكن قد تقف بعض الأمور عاجزة عن بعض الأمور الخارجة عن إرادتهم، فعلى سبيل المثال عمود البث التلفزيوني الذي يجب أن يكون موجودا في استاد النادي الأهلي في الماحوز وقال المسئولون في القناة الرياضية ان المسئول عن هذا العمود هي المؤسسة العامة للشباب والرياضة. فيجب عليها توفير عمود البث التلفزيوني للمستقبل والذي قد يكون فيه فقط استاد النادي الأهلي هو الوحيد القادر على تحمل مباريات الدوري وخصوصا أننا كما ذكرنا سلفا لا نملك سوى 3 ملاعب لا غير... فالنقل التلفزيوني أحد أبرز الأشياء لبروز الدوري المحلي «المتواضع» بالنسبة إلى الدوريات الخارجية.

الشركة الراعية «أكسم»

لا يمكن أن تكون طرق جذب الجماهير بصورة عكسية... فالجماهير اليوم وبناء على غلاء المعيشة للفرد البحريني وفي ظل ازدياد الأسعار في كل شيء... فهو لا يحبذ دفع مبلغ دينار واحد من أجل مشاهدة مباراة قد تكون مملة بسبب تواضع فرق الدوري وتواضع الأداء الفني للمباراة خصوصا... معظم الأشخاص ينتقدون الطرق التي تنظمها «أكسم» في طريقة جذب الجماهير... وحتى هذا اليوم لم تنجح الشركة الراعية في طريقة مثالية لجذب الجمهور (مع الاحترام والتقدير للجهود المبذولة من قِبلها في الطرق الحالية)... فلماذا لم تستفد مثلا الشركة الراعية من الأخطاء التي وقعت فيها الشركتان السابقتان؟ على العموم هنا ومن خلال هذه الأسطر نقدم مقترحا لا نطالب بتطبيقه وإنما بدراسته قبل تطبيقه... وهو لماذا لا يتم طرح تذكرة لطول الموسم على سبيل المثال... ويكون سعرها مثلا (بين 10 و15 دينارا فقط) مع وجود سحب شهري أو أسبوعي على جوائز عينية من خلال آخر مباراة في الجولة هو مجرد مقترح من أحد الجماهير المحبة لتطوير دوريها بجميع الطرق لكي يرتقي في مصاف الدوريات الخليجية الأخرى... ولماذا لا يتم مثلا استقطاب أحد الفرق الكبيرة للعب مباراة دولية ودية كالتي أقيمت مع الفريق الإيطالي الشهير إنتر ميلان مرة في كل عام على الأقل، فهناك طرق كثيرة بالإمكان أن تجذب الجماهير... ولكن يجب دراستها ودراسة المستوى الاقتصادي للبحرين وللفرد البحريني قبل الشروع في وضع استراتيجية غير مقبولة لدى البعض في الطريقة المثالية لجذب الجماهير.

ختاما... الانتقاد الذي طرحه قلمي في هذا المقال ليس سوى رسالة... رسالة من محب للرياضة البحرينية يهدف للارتقاء بها في المستقبل، وشخصيا أتمناه مستقبلا قريبا وليس ببعيد عنا... وخصوصا في ظل التقدم الواضح للكثير من الدول العالمية الصغيرة رياضيا... لذلك يجب على المسئولين الوقوف جديا من أجل النهوض بمستوى الرياضة البحرينية من خلال جميع المجالات الرياضية المتعددة (إلا التجنيس).

ركلة جزاء

لن تتطور الرياضة بتجنيس (فلان) و(علان) إنما التطوير يبدأ بالاهتمام بالمجال الرياضي وعلى رأسها المنشآت الرياضية ووضع خطط مناسبة لاستقطاب المحترفين الأجانب ودعم القناة الرياضية... وتقبل الأفكار الجماهيرية من قبل الشركة الراعية للمسابقات وكذلك من قبل المسئولين... لذا نتمنى ممن يعنيهم الأمر الاهتمام أكثر من أجل المستقبل الرياضي للبحرين.

ميثم المنصور

العدد 1946 - الخميس 03 يناير 2008م الموافق 24 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً