لماذا كل هذا التكتم الواضح من الجانب الرسمي إزاء قضية وطنية كتجريف قبور عالي؟ أيفهم من ذلك عدم وجود اكتراث بمدخرات الوطن وتاريخها الضارب في الجذور عبر التاريخ؟
آثار إطارات الشاحنات وبقايا بعض القبور تدل - بشكل لا يدع مجالا للشك - على أن ما جاء به النائب سيدعبدالله العالي ليس وحيا من الخيال أو قصة ألفها كاتب شهير، بل هي حقيقة تزيل الرداء الذي يرتديه البعض مستميتا في الدفاع عن نفسه.
في خليج توبلي وجدنا محاولات لتهوين وتخفيف حدة الخطر المحيق بالأحياء البحرية فيه، نتيجة إلقاء بقايا مخلفات مياه الصرف الصحي، على رغم صرخات الاستغاثة التي أطلقها النشطاء البيئيون، حتى بانت حقيقة الوضع، فتم تشكيل اللجان وتوقيع الاتفاقات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
هل علينا دائما أن نستخف بخطورة الأمور حتى يحدث ما نخافه ونخشاه؟ بالأمس كان هناك من يحذر من مساوئ توسع الأملاك الخاصة للأراضي في مقابل العامة، ولكن لم تأبه الجهات المعنية لتدارك المشكلة، وبالتالي نجد أنفسنا اليوم نعيش واقع البناء العمودي؛ بسبب شح الأراضي وارتفاع أسعارها بشكل جنوني.
آثار البلاد هي عبقها ورحيقها وزهوها الذي يخطف الألباب، فأي استقطاب سياحي ومسعى لتسجيل المواقع الأثرية في «اليونيسكو» هذا الذي ننشده، في ظل تعدي الآلة على تاريخ الإنسان البحريني بالتجريف والإزالة؟
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1946 - الخميس 03 يناير 2008م الموافق 24 ذي الحجة 1428هـ