تركنا العام 2007 ينقضي بخيره وشره، ودخلنا العام 2008 وأتمنى أن يكون هذا العام عام الإنجازات للرياضة البحرينية وخصوصا لكرة اليد البحرينية التي أعشقها، كيف لا وأنا تربيت فيها منذ أن كنت برعما صغيرا! ولا أدري فلدي إحساس كبير بأن هذه اللعبة هي مصدر الخير الأول للرياضة في البحرين لما تمتلكه من إمكانات بشرية عالية ممثلة في مواهبها من اللاعبين الذين يلعبون هذه اللعبة وسط دعم مادي ومعنوي متواضع من قبل المسئولين عن الرياضة في المملكة، وليست هذه النظرة الدونية وحدها من تحد من طموح الإنجاز فقط بل حتى الظلم الذي تتعرض له في البطولات الآسيوية للمنتخبات تحديدا، وإلا فإنها كانت جديرة بالوصول إلى نهائيات كأس العالم كأول وصول لأول لعبة جماعية على مستوى الرجال بالنسبة إلى الألعاب الجماعية في الرياضة البحرينية ومن دون مجنسين أيضا!
وطالما أننا وصلنا إلى محطة الاتحاد الآسيوي للعبة والظلم الذي تتعرض له منتخباتنا الوطنية في مسابقاته، فإن أولى الأمنيات أن ينزاح هذا الظلم عن منتخبنا وأن تسود المنافسات الشريفة بطولات القارة حتى يجد منتخبنا الطريق إلى الحلم العالمي بعد جيل جميل انتهى من دون الحصول على شرف الوصول، فكان يستحق ذلك بشهادة أبناء الشرق والغرب، ولكن الظلم وقف وقفة حازمة أمام نجوم جيل التسعينات، لذلك فإن ما حدث في الفترة الماضية من خلافات حادة بين الاتحادين الآسيوي والدولي نأمل أن يكون بداية لنهاية حقبة الظلم هذه، وإذا كانت الأمنيات لمنتخب الرجال فإن كل الأماني بالتوفيق لمنتخب الناشئين والشباب في الاستحقاقين الآسيويين كذلك في هذا العام الذي عساه أن يكون عام الخير على كرة اليد في البحرين.
وكل التوفيق والسداد لقطبي كرة اليد البحرينية الأهلي والنجمة خلال مشاركتهما في بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس، وكم أتمنى ويتمنى الجميع أن تعود الكأس للمملكة من جديد، إما أن يعود لخزينة القلعة الصفراء للعام الثاني على التوالي والسابع في تاريخها أو أن يذهب لقلعة القضيبية بعد غياب دام أكثر من 4 سنوات للعام الخامس في تاريخها، وأرى أن العودة بهذا اللقب سيكون تكريسا لما نقوله بأن البحرين هي ملكة كرة اليد الخليجية، والعودة بهذا اللقب كذلك تأكيد لتميز كرة اليد البحرينية في القارة عموما وتدعم أحقيتها بالوصول إلى كأس العالم.
الأخلاق قبل كل شيء يا شباب
لا أدري كيف أبدأ الحديث لأنه حساس بعض الشيء، ولكني رأيت من الواجب التطرق إليه بعد أن بدأت هذه المشكلات أو الظواهر في الازدياد، فكل ما أحببت قوله ان الرياضة قبل أن تكون تنافسا من أجل كأس أو ميدالية فإنها أخلاق وتربية وسلوك، ولا يكفي حتى يكون هذا الرياضي نجما أن يكون لاعبا فنانا ومتمكنا، بل يحتاج لكي يصل إلى النجومية أن يكون خلوقا في تحركاته وتعامله مع الآخرين، ففي نهاية المنافسة يبقى الجميع في إطار الأخوة فالرياضة لابد أن تجمع ولا تفرق، وإلا فلا خير فيها، ففي الآونة الأخيرة كثر الحديث عن البعض الذي يعتقد أن طريق الفوز بمباراة ما هي إخراج اللاعب المنافس عن جو المباراة بماذا! بالتلفظ بألفاظ غير أخلاقية، والأدهى من ذلك التعرض إلى الأهل بالسب والشتيمة، فهذا السلوك وهذه التصرفات لا يجب أن نسمع عنها، وننصح من يقوم بها التوقف عنها لأنها لن تسيء له فقط بل تسيء للنادي والمنطقة التي يعيشها.
رحمك الله يا أبا زينب
بالأمس فقط كنا نكتب في الصحافة ونطالب المسئولين في البحرين لإنقاذ لاعب النادي الأهلي والمنتخب الوطني السابق سمير عبدالله من الموت بعد الحادث الأليم الذي تعرض له أثناء توجهه للعمل، لم يسمعنا أحد، ولم يسمعنا المعنيون إلا بعد خراب مالطا، فأنا لا أريد أن أعيد هذه الذكريات الحزينة لأني شخصيا عشتها ومازالت عالقة في خيالي، وإنما كتبت هذه السطور في ذكرى رحيله، ولمن يقرأ هذه السطور أن يترحم عليه، وكم أتمنى أن يبادر النادي الأهلي بطلب دقيقة حداد على روح المرحوم قبل مباراة الغد مع النجمة طالما أنها تتزامن مع ذكرى وفاته، وكون مثل هذه المباراة آخر مباراة لعبها في حياته.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 1946 - الخميس 03 يناير 2008م الموافق 24 ذي الحجة 1428هـ