العدد 1946 - الخميس 03 يناير 2008م الموافق 24 ذي الحجة 1428هـ

في استقبال عاشوراء

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

اليوم هو أول يوم جمعة في العام الميلادي الجديد، أمّا الجمعة المقبلة فسيكون أول يوم جمعة في العام الهجري الجديد.

في البحرين، الاستعدادات بدأت منذ أسابيع لاستقبال خطباء عراقيين، يضيفون نكهة أخرى للمنبر الحسيني. ويشهد هذا العام توسعا كبيرا في عدد الفضائيات الدينية (الشيعية)، التي يتخصّص بعضها في عرض المحاضرات والمجالس الحسينية وقصائد الرثاء والعزاء. وهي قنواتٌ يعتمد تمويلها على تخصيص جزء من الأموال الشرعية وتبرعات المحسنين، ومهما أثارت من نقاش عن دورها وأدائها، إلا أن القائمين عليها لهم قناعاتهم، ولهذه القنوات أنصارٌ وجمهورٌ عريض، من كبار السن وربات البيوت إلى الشباب المولع بجديد منشدي الرثاء الحسيني (الرواديد). ويبدو أننا مضطرون لدفع ضريبة التاريخ على الدوام، فهناك تفسير سوسيولوجي يقول إن هذا الجزء من المجتمع الإسلامي الذي لاقى التهميش والقمع لقرون، وعدم الاعتراف به أصلا في الإعلام الرسمي، إنما يعبّر عن حقّه في التعبير بأن تكون له منابره الإعلامية الخاصة.

أحد الإشكالات المطروحة بقوة اليوم، تجديد خطاب المنبر الحسيني وعرض السيرة بعيدا عن التهويل والزيادات، ولم يعد ذلك مطلبا ترفيا بل ضرورة اجتماعية في ظل اكتساح العولمة لمجتمعات العالم الثالث عموما. وهذا الجدال لا يقتصر على النخبة المثقفة بل وصل إلى علماء الدين، كما كشفته مداولات مؤتمر عاشوراء الثاني في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الذي عقد تحت عنوان له دلالته: «المنبر الحسيني المسئوليات والتحديات».

هناك قضايا أخرى ينبغي على علماء الدين التنبيه عليها، فصوتهم أكثر وصولا للجمهور من مقال هنا أو كتاب هناك، وربما يمكن الإشارة مثلا لما يُشاهد من مجسّمات تشوّه إحياء المناسبة الدينية وتسيء إلى شخصيات البيت النبوي الشريف.

هذا العام أيضا، تمّ التمديد لـ «هيئة المواكب الحسينية» بسبب عدم انتهاء اللجنة المكلفة بتعديل نظام الهيئة، التي تضمّ خمسة ممثلين، اثنان منهم لمآتم العجم بالعاصمة. والهيئة التي تعتبر تجربة أهلية رائدة في اعتماد مبدأ الانتخابات حتى ما قبل فترة الانفراج السياسي، هناك أفكار تطرح اليوم لتوسعة دائرتها التمثيلية وعدم اقتصارها على مآتم العاصمة، بضمّ ممثلين من المناطق الأخرى، لتكون حلقة وصل تمثّل الأطراف في العاصمة، وخصوصا أن 80 في المئة من جمهور المواكب يأتي من خارجها.

رسميا، وفي نقلةٍ نوعيةٍ مهمة، تمّ الإعلان أمس عن إطلاق مشروع عاشوراء البيئي الذي ينظّمه مركز المنامة الإعلامي بالشراكة مع وزارة البلديات، بمشاركة عدة جهات رسمية وأهلية، في مقدمتها وزارة الصحة و «الهيئة العامة للبيئة والثروة البحرية والحياة الفطرية» ومجلس بلدي المنامة، بالإضافة إلى الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، السيد آغا الذي أشار إلى أهمية الحفاظ على البيئة من أجل مستقبل الجنس البشري. كما أكد تعرض البحرين لكثيرٍ من الملوثات والتغيرات البيئية نظرا إلى كونها جزيرة صغيرة، ما يستدعي تطوير التشريعات التي تحمي البيئة.

المشروع نموذجٌ جيد لتعاون الأهلي والرسمي، إذ حضرته رئيسة قسم التثقيف الصحي أمل الجودر، وممثل التكتل البيئي غازي المرباطي، فالجميع يلتقون على هدف واحد، وهو نشر الوعي البيئي في موسمٍ يشارك فيه الرجل والمرأة والكبير والصغير وأفراد الجاليات الأجنبية. ولابد من الاعتراف بأن قضية النظافة من الأمور المقلقة في موسم عاشوراء، نظرا إلى ضخامة الحشود المشاركة، ولعلّ من التجارب الرائدة تطوّع أكثر من 100 شاب في حملةٍ لتنظيف العاصمة.

أخيرا... محرّر صفحة «عاشوراء» ينتهز الفرصة ليعلن عن تلقي الفعاليات وجداول الخطباء والرواديد، على العنوان التالي:

ashoora@alwasatnews.com

وكل عام هجري وأنتم بألف خير.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1946 - الخميس 03 يناير 2008م الموافق 24 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً