مَرَّ عام من هنا، مَرَّ عام على الثقافة والمثقفين، مرّتْ من هنا مناسبات وفعاليات ومسارح وأفلام ومعارض وأمسيات شعرية ونقدية وأسابيع ثقافية وأشياء أخرى. مر عام على المثقفين لم تهدأ فيه كاميرا ولم يهدأ قلم، كان ربيع الثقافة أبرز المحطات وأكثرها تعقيدا، وكان للشعر حضوره الجميل وللمسرح صخبه الأجمل، وكان لعمل وجهود المؤسسات الثقافية الأهلية الدور الأهم في إعطاء البحرين صورتها التي تستحقها ثقافيا، إذ لا تزال البحرين ثقافيا الأبرز من بين دول الخليج كافة.
لا يشغلنا أن نقوم بتهنئة المؤسسات الحكومية والأهلية كافة بمرور على الثقافة في البحرين بصفاتها الاعتبارية، الذي يشغلنا هو أن نبعث بالتهاني إلى الأسماء التي بذلت خلال العام المنصرم جهدها ووقتها من أجل الثقافة في البحرين ولم تتقاضَ شيئا. حتى الشكر.
كان من المؤمل، أن تعمد الجهات الرسمية إلى تكريم أكثر من اسم إلا أن المماطلة في تفريغ المخرج المسرحي عبدالله السعداوي حتى اليوم أعطتنا ولا تزال التبرير الكافي في ألا نأمل في الكثير، وخصوصا أن أولئك الأشخاص الذين يستحقون التكريم هم في الغالب من «الضالين» أو «المغضوب عليهم».
أخشى أن أنسى أحدهم، لذلك لن أذكر الأسماء التي كانت في اتصال دائم بالصحافيين طوال العام للتذكير والتأكيد على جميع الفعاليات الثقافية. لكنها اليوم في وزارة الإعلام وقطاع الثقافة وأسرة الأدباء والكتّاب وجاليري البارح والمراكز الثقافية التابعة إلى مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة، وجميع صالات العروض الفنية جميعها في ذاكرة البحرين الثقافية أسماء تستحق الشكر والتهنئة بالعام الجديد، فالإنسان هو الثقافة لا المكان، وكان هؤلاء هم ثقافة البحرين وروحها.
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1945 - الأربعاء 02 يناير 2008م الموافق 23 ذي الحجة 1428هـ