العدد 1945 - الأربعاء 02 يناير 2008م الموافق 23 ذي الحجة 1428هـ

القدس قبل كل شيء؟ أبدا

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

يبدو أن عيد الأنوار Hanukah ومؤتمر أنابوليس قد تسببا ببعض الهستيريا بين «حُماة» القدس الذين قاموا بتعيين أنفسهم. كان من شبه المستحيل في الأسابيع الأخيرة الاستماع إلى أي من المحطات الإذاعية في «إسرائيل» من دون سماع واحد من إعلانين دعائيين، يسعى كلاهما إلى «تقوية الروابط بين الشعب اليهودي الذي يقيم في أرض صهيون وعاصمتهم».

في أحد الإعلانين تُناشَد اليهود زيارة تلة الهيكل. «في أيام عيد الأنوار، والتي تمت خلالها تنقية المعبد وتطهيره من قبل المكابيين، ماذا أنتِ يا قدس: هل أنتِ مدينة الرب أم مدينة عادية؟ وأين هو قلبك؟ هل هو في جبعات رام وكيريا أو على جبل مورايا؟» يتساءل المذيع أفشالوم كور بصوت يشبه إلى حد كبير اختبارات التوراة السنوية والإعلانات الإذاعية ذات اللغة الوطنية التي يبثها يوميا على إذاعة الجيش. بعد ذلك يخبر المذيع المستمعين أن «تلة الهيكل مفتوحة لليهود تحت حماية الشرطة» كل يوم، ويناشدهم الحضور للزيارة «بعد الانغماس في الحمام الشعائري وعدم لبس أحذية جلدية».

لا يحتاج الجمهور المتديّن لهذا الوعظ وهذه التعليمات، ولكن إذا كانوا يغطون السلوك الديني لمستمعين علمانيين، فمن العدل إعلامهم أن معظم الحاخامات المعاصرين، بمن فيهم الأكثر أهمية على اليمين المتدين، مستمرون في منع اليهود من الصعود إلى تلة الهيكل، «حتى بعد تطهير أنفسهم في الحمام الشعائري وعدم لبس أحذية جلدية».

على رغم أن هذا الإعلان الدعائي يثير مخاوف من مخاطر أمنية (أعداد كبيرة من جماهير اليهود تقرر فجأة الاستجابة للنداءات والتوجه بسرعة إلى تلة الهيكل) فإن الإعلان الثاني يثير نوعا مختلفا من الشعور بعدم الراحة. إنه جزء من حملة جديدة للقدس يرأسها الوزير السابق ناتان شرانسكي والمدير السابق لمكتب بنيامين نتنياهو، يهيل ليتر: «لكل أمة عاصمة هي لهم وحدهم. الفرنسيون لهم باريس والبريطانيون لهم لندن، ونحن لنا قدس موحدة محررة». هكذا يهدر صوت المذيع كالرعد عدة مرات في كل ساعة. «القدس تعلو على جميع الأماكن. القدس تعلو على كل خلاف. القدس تعلو على كل الأجيال. حان الوقت للحضور وأداء قسم الولاء والإخلاص للقدس. حان وقت ربط شريط ذهبي للارتباط بالقدس. لأن القدس فوق كل شيء».

يستحق الأمر اختبار الادعاء الذي يرتكز عليه هذا النداء وهذه المطالبة. القدس فوق كل شيء؟ أبدا. بالتأكيد لا. ليس من وجهة نظر دينية.

تعريض الحياة اليهودية للخطر من أجل القدس بعيد كل البعد عن كونه «فوق كل نزاع» بحسب كلمات الإعلان الدعائي، وخصوصا من منظور ديني. ليس محض مصادفة أن زعماء الحزب الديني الوطني بزعامة الوزير موشيه حاييم شابيرا يومها، كانوا من المعارضين البارزين لحرب الأيام الستة ولدخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى القدس الشرقية حتى أثناء احتدام القتال. قدسية مدينة القدس عموما وقدسية تلة الهيكل بشكل خصوصا لا تعتمد على من يملك السيادة على المدينة.

كذلك لم نذكر كلمة واحدة هنا عن انتهاك حقوق أمة أخرى أو أتباع عقيدة أخرى، الذين يعتبرون القدس وتلة الهيكل أماكن مقدسة كذلك. القدس فوق كل شيء؟ أبدا.

* المقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1945 - الأربعاء 02 يناير 2008م الموافق 23 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً