أعلنت دمشق، العاصمة السورية جهوزيتها لأنْ تكون عاصمة للثقافة العربية العام 2008، وذكرت الكثير من التقارير أنّ الاستعدادات وصلت «مرحلة متقدّمة مع الإعلان عن منح إنتاجية في مجالات السينما والمسرح وأفلام الرسوم المتحرّكة للشباب في إطار جهود الاحتفالية لدعم البعد التنموي للثقافة واكتشاف المواهب وتشجيع الشباب على إقامة مشاريع ثقافية طموحة».
من جهة أخرى «أطلقت الأمانة العامّة للاحتفالية موقعا على الإنترنت وتم تحديد الأمكنة والأزمنة للفعاليات الثقافية التي ستشمل المحاورالتقليدية للفنون والثقافية ومنها: العروض المسرحية والرقص والموسيقا والفنون التشكيلية والتصوير الفوتغرافي والسينما وفنون الفيديو والتجهيزات المشهدية ومعارض للآثار والإيقونات والمخطوطات والحرف اليدوية والإصدارات والترجمات والمؤتمرات والندوات واللقاءات. كما سيتم عقد فعاليات موازية تقام في الشوارع والحدائق وفعاليات تنظم بالمشاركة مع الجمعيات الأهلية ونوادي الأطفال والشباب والمتقاعدين كما تم تخصيص جزء كبير من الفعاليات لتوثيق الذاكرة وجزء آخر للتأهيل والتدريب في المجالات الثقافية والفنية كافة».
وأكّدت الأمينة العامّة حنان قصاب حسن « أنّ الاحتفالية لم تنس الجمهورالعام الذي تعمل على التوجّه إليه في مكان حياته اليومية وكسبه كجمهورجديد مع كلّ ما يعنيه ذلك على الصعيدين الثقافي والاجتماعي (...) وعلى الصعيد العربي والعالم، تهدف الاحتفالية بنشاطاتها وحملتها الإعلامية للوصول إلى أصحاب القرار من فعاليات سياسية واقتصادية وثقافية عالمية، وشد انتباههم بطريقة تساعد على الترويج لصورة سورية في الخارج وجذب الاستثمارات إليها. كما تهدف إلى إبراز اسم سورية من خلال دعوة المشاهير من أهل الفكر والفن والإعلام والرياضة والسياسة والنخبة المثقفة عربيا وعالميا فضلا عن السياح العرب والأجانب».
وحددت الأمانة العامّة رؤيتها للاحتفالية باعتبارها نشاطا وطنيا ثقافيا يسعى إلى تكريس المكانة المتميزة لا لدمشق وحدها بل لسورية كلّها باعتبارها مهدا للفكر العربي الإسلامي ومركزا للإشعاع الحضاري وإنموذجا حيا للتنوع الثقافي وللقدرة على الدمج بين التقليدي والمعاصر.
وجاءت فكرة العواصم الثقافية من المؤتمر العالمي عن السياسات الثقافية الذي أقامته الأمم المتحدة في المكسيك العام 1982 والذي أقرّ فيه برنامج «العقد العالمي للتنمية الثقافية 1988- 1997» الذي يركّز في فلسفته على ضرورة إجراء حوار ثقافي بين الشعوب يحترم مقومات الهوية الثقافية الوطنية ويراعي التنوّع بين الحضارات على أساس وحدة القيم الجوهرية البشرية.
ومن أبرز ثمارهذا العقد تبني « برنامج العواصم الثقافية الإقليمية « خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للعقد العالمي للتنمية الثقافية في دورتها الرابعة في باريس العام 2004، وفي العام 1995 تبنت المجموعة العربية في اليونسكو مشروع إطلاق عاصمة ثقافية غربية بدءا من القاهرة 1996 مرورا بتونس 1997 الشارقة 1998 بيروت 1999 الرياض 2000 الكويت 2001 عمّان 2002 الرباط 2003 صنعاء 2004 الخرطوم 2005 مسقط 2006 الجزائر 2007 ودمشق 2008.
العدد 1945 - الأربعاء 02 يناير 2008م الموافق 23 ذي الحجة 1428هـ