لا فرق بين الأيام، وحده الشهيد الذي قدم حياته لحرية ولكرامة وعزة أبناء وطنه من يعطي الأيام قداستها ومكانتها في قلوب الناس. هل سقط شهداء للبحرين في ديسمبر/ كانون الاول، إذن تحية إلى شهداء البحرين في كل يوم من أيام ديسمبر، وما قبل أيام ديسمبر وما بعدها، وتحية للشهداء الذين سقطوا في مارس وما قبله وما بعده.
إن ذكرى الشهيد ليست يوما من الأيام، بل هي حقيقة كل بحريني حر يقطف ثمار الدماء الكريمة، ذكرى الشهيد هي الالتفات لما ورثه من يتامى بالحب والرعاية والحنان. كان الشهيد ولا يزال، سبب حريتنا التي تستحق أن نتذكرها أيام العام كلها وأن نولي أهله المحبة والرعاية التي يستحقونها.
عايشنا جميعا حوادث شهر ديسمبر الماضي، وأوجاعه التي ألمت بنا، وكنا ندرك منذ سنوات أن لا محالة من الوقوع فيما جرى، وجاءت دعوة الشيخ صلاح الجودر ومبادرته لتعطي للشهيد حقه في أن يُحتفل بذكراه بهدوء ووقار وتقدير، وبالطريقة التي يستحقها منّا، ودون أن ننساه في يومه الذي هو له لا شريك له فيه.
أتت مبادرة الجودر لإعلان الحادي عشر من مارس/ آذار يوما للشهيد لتعطينا المساحة الجديدة والمتوافق عليها وطنيا لنستذكر تضحيات هذه المجموعة الكريمة من أبناء الوطن. وكل من يتنفس الحرية في هذا البلد هو مدعو لإلقاء باقة ورد على قبور شهدائنا جميعا في مارس، إذ نتذكر تضحيات شهداء الخمسينات والستينات والتسعينات باعتزاز وإكبار.
هناك من يعتقد أن في الإبقاء على السابع عشر من ديسمبر يوما للشهيد ميزة دون غيره من الأيام، ولنا أن نسأل هؤلاء بصدق وأخوة، ما الذي يمنعنا من أن نعطي للشهداء يومهم الذي يستحقون؟ يومهم الذي نجمع فيه أمهاتهم وأبناءهم وبناتهم وأخوانهم وأخواتهم لنقدم لهم جزيل الشكر والعرفان على ما قدمه أولئك الشهداء من تضحيات؟ يوما تجتمع فيه شتى الفعاليات والمؤسسات الوطنية لتتقدم بمنح دراسية لأبناء الشهداء؟ يوما نعطي فيه للشهداء وأهاليهم الكرام ما يليق بهم من تكريم؟.
إن مبادرة الشيخ الجودر، التي أيدتها القوى السياسية، تستحق من الجميع الدعم والمساندة، وهي دعوة وإن جاءت متأخرة مقارنة ببدء المشروع الإصلاحي لجلالة الملك إلا أنها هذا العام وما بعده تبدو آخر الفرص المتاحة لحفظ ذكرى هؤلاء الكبار الأعزاء على القلب. إن اجتماع شتى المؤسسات السياسية والوطنية واللجان الأهلية على الإعداد لمثل هذه الإحتفالية الكبرى سيمهد لجميع أبناء البحرين الفرصة الحقيقية لإحياء يوم الشهيد بإسم أبناء الوطن كافة، وبالإحترام الذي يستحقه أبناء الوطن كافة، فشهداء البحرين لم يكونوا شيعة او سنة، بل كانوا أصوات الحرية في أيام اليأس، ولا تصيروا من ذكرى أصوات الحرية أياما لليأس.
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1944 - الثلثاء 01 يناير 2008م الموافق 22 ذي الحجة 1428هـ