عندما يستغرق عبورك من البحرين إلى السعودية وقتا أطول من الوقت الذي تستغرقه من البحرين إلى المملكة المتحدة فلا يمكن أنْ أقنع نفسي والآخرين بعدم وجود مشكلة تحتاج إلى على حل عاجل!

بمزيدٍ من الأسف والخجل أيضا هذا هو ما حدث لأكثر من ألف حاج كنت أحدهم - حتى لا أتهم بعدم الدقة في النقل - إذ انتظرأولئك الحجاج من أجل عبورالجانب السعودي على جسر الملك فهد لأكثر من تسع ساعات عجاف في منطقة تفتقد لأبسط وسائل الانتظارالبشري، فحتى دورات المياه لم تكن غرفها تتجاوز الأربعة للرجال ومثلها للنساء، وإذا دعتك الحاجة إليها فعليك أنْ تقنع نفسك راغما للاصطفاف في طابور أطول من نقطة العبورالحدودية!

كل المرابطين على الحدود استعدادا لقضاء فريضة الحج كانوا يتساءلون عن الأسباب التي تجعلهم يخيّمون مفترشينَ الأرض، وملتحفينَ السماء وكأنهم لاجئون، من دون أن يمر عليهم مسئول واحد بحريني أو سعودي؛ ليطمئن على أمورهم كيف تسير؟!، فكأنّ الجميع عنهم صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون! وياويل مَنْ يسأل عن سبب التأخير فسيكون مهددا بجعله ومن معه في الحافلة في آخر الركب ينتظرالعبور إلى يوم يبعثون!

المملكة العربية السعودية بالنسبة إلى البحرينيين هي بلدهم، لذلك أطلقت لنفسي العنان أنْ أنتقد وضع الجانب السعودي تماما كما كنت سأفعل ذلك لو كان هذا الوضع في الجانب البحريني، وليت هذه المشكلة وليدة اليوم لما عدوت غض الطرف عنها، فربما طرأ طارئ جعل الوضع في ذلك اليوم بهذه الصورة، ولكن للأسف فإنّ هذا الوضع متكرر، ولا بوادر حتى لإيجاد حل إليه من أجل تسهيل تنقل المسافرين، بما يتناسب مع اتفاقيات دول مجلس التعاون، وخصوصا أن السعودية والبحرين بدأتا حديثا اعتماد البطاقة للتنقل بينهما، الأمر الذي يجعل خطوات تسهيل التنقل في غاية الأهمية وإلاّ فما فائدة أن أستخدم بطاقتي الشخصية في التنقل ولكنني أنتظر نصف يوم؟! وخير من ذلك أن أتنقل بجواز السفر وبشهادة الميلاد وبهويتي وهويات أسلافي وأجدادي والتابعين لهم بإحسان وأعبر في دقائق معدودات؟!

أعتقد أنّ المسئولين السعوديين حريصون على تسهيل إجراءات التنقل، وهو الأمر الذي سيجعل من هذا الكلام محل اهتمام وتقدير، على أمل أنْ يفحصوا الإجراءات الحالية فحصا دقيقا، لوضع حلول تشعر المسافرين أنهم يتنقلون من مدينة لأخرى في بلد واحد وليس في بلدين قريبين جغرافيا بعيدين إداريا يحتاج المتنقل بينهما إلى تسع ساعات عجاف!