مازالت قلة المنشآت والملاعب تشكل هاجسا مزمنا أمام الاتحاد البحريني لكرة القدم في تسيير مسابقاته المحلية منذ انطلاقتها في الخمسينات حتى اليوم، وبات الاتحاد يتعامل على طريقة «الجود بالموجود» في إقامة مبارياته على أي ملعب جاهز من الملاعب الأربعة فقط الموجودة في المملكة وهي لا تكمل أصابع اليد الواحدة «الاستاد الوطني - استاد مدينة عيسى - استاد المحرق - استاد الأهلي».
وفي ظل سياسة «الجود بالموجود» التي تدفع ثمنها الكرة البحرينية وحتى يأتي الفرج المجهول إليها، فإنه من خلال متابعتنا ومعايشتنا لواقع مسابقاتنا المحلية نقترح على اتحاد الكرة التعاطي بخطوات تطويرية لهذا الواقع حتى لو كانت شبيهة بـ «خطى السلحفاة».
وقبل أيام كنت في حديث مع عدد من الزملاء الصحافيين من مخضرمين أو حديثين بشأن تفعيل ملاعب المباريات بما يساهم في بث روح جديدة في جسد هذه المباريات خصوصا أننا نعاني من أزمة الغياب الجماهيري التي يبدو أن لا شركة أكسيم ولا حتى الشركة الراعية للدوري الايطالي أو الاسباني قادرة على جذب الجمهور في ظل احتفاظنا بتقاليد مر عليها سنوات طويلة وغير قادرة على التطوير والتغيير إلى الأفضل.
فمثلا، ما الذي يمنع ناديا مثل المحرق من لعب مباراة محلية على ملعبه الذي تلعب عليه جميع الفرق عدا المحرق المحروم من جمهوره الكبير، لدرجة أن المحرق لعب مباراة واحدة فقط على ملعبه في الدوري وكانت أمام القادسية العام 1984! وكذلك الحال ينطبق على النادي الأهلي المحروم من ملعبه على رغم أن الناديين يعتبران العمود الفقري للرياضة البحرينية ويتمتعان بأكبر قاعدة جماهيرية وشعبية في المملكة، وحتى لو اعتبرنا أن الناديين لا يمتلكان ملعبيهما التابعين لمنشآت قامت ببنائهما الدولة.
أي كلام ساذج الذي يتحدث بان حرمان المحرق والأهلي من ملعبهما يندرج تحت بند «تكافؤ الفرص» بين الأندية... فيا جماعة كونوا واقعيين وصرحاء وأولهم أصحاب القرار... فالتفوق الجماهيري للمحرق والأهلي في الكثير من مبارياتهما سواء لعبا على الوطني أو المدينة وخصوصا أن هناك أندية - مع احترامنا لها - لا يحضر لها سوى شخصين أو 3 لتشجيعها! فلماذا لا نكافئ الجماهير المحرقاوية أو الأهلاوية باللعب على ملعبها، أمن أجل نظرة ضيقة وسلبية لدى البعض؟!
تصوروا لو قرر اتحاد الكرة إقامة مباراة الذهاب بين المحرق والأهلي على ملعب المحرق بعراد والإياب على ملعب الأهلي بالماحوز، خصوصا أننا نلاحظ الأجواء الرائعة لجمهور المحرق الذي يكتظ به استاد الأهلي والعكس صحيح.
ومن ضمن ما تداوله الزملاء من أفكار أنه لماذا لا تلعب فرق الدوري التابعة لمحافظة المحرق على استاد نادي المحرق، وان تلعب فرق محافظة العاصمة والمجاورة لها على استاد الأهلي، فيما تلعب فرق المحافظة الجنوبية على الاستاد الوطني، وذلك وفق أسلوب الذهاب والإياب من أجل إبطال حجة «تكافؤ الفرص»!
ان تفعيل نظام اللعب ذهابا وإيابا على رغم صغر مساحة البحرين ستكون له مردودات ايجابية منها جذب الجماهير إلى الوقوف مع أنديتها وقرب الملاعب من المناطق السكنية وكذلك تعويد لاعبينا خصوصا في المنتخب على اللعب تحت الظروف المختلفة والضغط الجماهيري في الدوري المحلي - مهما كانت نسبة الحضور الجماهيري - لكي تنعكس على لاعبينا الدوليين، وخصوصا أننا نعاني عندما يلعب منتخبنا وسط أرضه وجمهوره وتكون نتائجه سلبية غالبا بسبب الضغط والرهبة!
فمثلا، المحرق والأهلي يضمان أكبر عدد من الدوليين في المنتخبين الأول والأولمبي، فما المانع لو لعبا لقاء الذهاب على استاد المحرق الذي سيكون الحضور غالبيته من جمهور المحرق على أن تخصص مساحة معينة لجمهور الأهلي والعكس تماما في لقاء الإياب على استاد الأهلي!
حان الأوان لنتجاوز النظرة الضيقة والتقاليد البائدة ونسعى إلى التجديد والتطوير لأنه لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1941 - السبت 29 ديسمبر 2007م الموافق 19 ذي الحجة 1428هـ