مع دخول فصل الشتاء البحريني الذي انتظرناه طويلا، وبعد شقاء وعناء الصيف القاتل، تأتي لنا تلك المنغّصات التي تُعكّر صفو تحسُّن الجو على الأقل. هذا غير النقع والشوارع إللي بتصير مستنقعات وبحيرات تصلح كمحميات طبيعية في الأزقة والفرجان بعد نزول المطر، وبعد أن سكت أنين المكيفات وأزيز مبردات الماء في السطوح، يبدأ المشوار مع سماع كل شاردة وواردة في الشارع من فرط الهدوء.
كل شي يهون إلا ديك الجيران حاربه الله! فباعتقادي أنه ديك وصل لمرحلة الخرف التي تجعله ينعق لنا في أنصاف الليالي وكأنه سيارة إسعاف، صوته ليس كأصوات الديوك التي نسمعها ونستلطف صياحها ولكن صوته به نبرة مزعجة جعلت حتى فواز ابني يشكي حاله وفزعه وتخربط في أحلامه البريئة، ولا تنسون أن غرفتنا تطل مباشرة على حوش الجيران... أصحاب الديك الملعون السيء الصيت!
في كل ليلة وتحديدا عندما هو يشبع نوم ويبدأ في عزف سينفونيته الخرقاء، أشغل تفكيري في كيفية الخلاص من هذا المدعو مجازا .. ديك.
تمنيت أن أحداث الشغب التي حصلت في جدحفص لو أنها حصلت عندنا في فريجنا تحديدا بالمحرق حتى يختنق من مسيلات الدموع (الفلفل المطحون) أو أن تأتيه ضربة طائشة من الرصاص المطاطي، أو ضربة عشوائية من عناصر الشغب بعصيهم وحدايدهم ويموت ونفتك منه.
فكرة أخرى أتتني... هو أن أعرض شراء هذا الديك صاحب الصوت النكرة وأطبخه هريسه وأوزعه على اخواني واخواتي وأسوي لي حفلة بهذه المناسبة.
ومع موضة اختفاء الأطفال قلت راح أأجر لي ناس يخطفونه ويحطونه في خيشة ويغوونه في بر سار مثلا وخله يصرخ عندهم علشان بس إحنه نفتك منه!
أفكار كثيرة أتتني حتى أن أحدهم دعاني إلى دورة تدريبية لتعلم الاستعمال الأمثل (الفلاتية) كي أقف من بلكونة شقتي وأقصفه بحجرة مسننة في رقبته وكان الله غفورا رحيما.
الشكوى طالت يا جماعة، وأعتقد أن الخطوات السلمية في الشكوى عند البلدية أو أي أحد إجراءاتها بتطوّل... وأنا أريد حلا سريعا و...قاتلا!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1940 - الجمعة 28 ديسمبر 2007م الموافق 18 ذي الحجة 1428هـ