حشرني صديقي القديم وابن فريجنا وسابع جار لبيتنا في «العمامرة»، الأخ (ومازلت أعني مفردة الإخوة التي أكتبها) إبراهيم بوصندل، وذلك حين وجه مداد قلمه ناحية كثير من المتشابهات، وقليل من المحكمات في العلاقة التي تربط بيني وبينه؛ بدلا من توجيه هذا النقد للآراء أو وجهات النظر التي يعتنقها كل منا. وبدلا من الحديث عن أدائه النيابي المثير، أغرقنا الأخ في تفاصيل لا تغني ولا تسمن من جوع. فماذا يستفيد القارئ إن قال الأخ عن نفسه إنه كان مدرسا، أو إنني عملت معه في حملته الانتخابية، أو أن أحد الزملاء الأعزاء اقتنع بفكرتي وكتب بأسلوبه الراقي الفكرة ذاتها؟! الناس تسأل عن الرد على فحوى ومضمون الكتابات وليس الرد على ذوات الأشخاص. لن أتطرق إلى مسائل خاصة طرحها الأخ إبراهيم كنباهته في التدريس، فذلك شأن خاص بملكة الإبداع لديه.
سأتطرق إلى مسألة عملي معه في حملته الانتخابية في العام 2002. ولا يصغر من شأني أن أكون قد عملت مع الأخ أو مع غيره، وهل يصغر شأن الأخ إبراهيم بوصندل أنه عمل مع الأخ صلاح الجودر إبان الانتخابات البلدية في العام 2002، أو هل يصغر شأن المفكر النفيسي أو الشيخان الهدا أو ناظم سلطان أو غيرهم الكثير أنهم عملوا مع أحد من النواب... بل إن مكانتهم أكبر بكثير ممن عملوا معهم!
أكتب هنا للتاريخ، أنني كنت على قناعة بما كان يطرحه الأخ إبراهيم في انتخابات 2002، بل كنت أدفع من جيبي الخاص للصرف على بعض المهمات التي كنت أؤديها ولم أطالب حتى بنصف المبالغ المستحقة عنها. ولم اتسلم أي مبلغ لا من إبراهيم ولا من غيره، وتلك نعمة من الله، ومنة عليهم وليست عليّ. وقد عملت معه على رغم الكثير من الأذى الذي تحملته من عدة جهات... عملت مخلصا ومقتنعا بأنه أفضل الموجودين على الساحة في تلك الفترة.
وبعد انتهاء مخاض 2002 الانتخابي، وبعدها بسنتين لاحظت كما لاحظ غيري أن الأمر اختلف. وكمثال على جانب من هذا الاختلاف، أشير إلى أنه في العام 2002 استضاف الأخ إبراهيم بوصندل في خيمته الانتخابية رئيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) الأخ إبراهيم شريف السيد، كما استضاف رئيس الجمعية البحرينية للشفافية جاسم العجمي. فمن هم ضيوف الأخ إبراهيم بوصندل في خيمته الانتخابية في العام 2006؟! ومن الذي تغير من بعد أن كان يرحب بجميع الأطياف والتيارات في الوطن إلى التخندق خلف جدران الطائفية وإدعاء القتال باسمها؟!
الفارق كبير بين 2002 و2006. ففي العام 2002 لم تدفع أي من الجمعيات الإسلامية السياسية مبالغ مالية لبعض المجالس تسمى «مساعدة»، وهي في شرعنا الحنيف تعتبر «رشوة»! في العام 2002 لم يقطع أي من المرشحين وعدا لأحد المجالس بأن يدفع بدل إيجار لمجلسهم إن نجح في الانتخابات، وها هو اليوم يدفع بدل إيجار خمسين دينارا للمجلس! في العام 2002 لم يعتدِ الفريق الانتخابي والمترشح، على أي من المنافسين بالقول المباشر أو غير المباشر. في حين في العام 2006 تم استخدام أقذع الألفاظ بحق المنافسين، وتم استبطان تكفير آخرين، وكانت هناك حملة شنيعة غير مباشرة ضد المنافسين تبدأ باتهام من يقول إنه ناصري بأنه نصراني! ولا تنتهي بالسب والشتم الذي تعرضت له إحدى المنافسات من العاملين مع أحد المرشحين من ألفاظ يندى لها الجبين!
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1940 - الجمعة 28 ديسمبر 2007م الموافق 18 ذي الحجة 1428هـ