استمعنا لأغانٍ بلهجات شامية ومصرية ومغربية... لسنوات وسنوات، وتصدرت هذه اللهجات قائمة الأغاني لفترة طويلة، فكان على أي فنان أراد أن يشتهر في الوطن العربي أن يطرح له في الأسواق ألبوما غنائيا كاملا باللهجة المصرية ليضمن لنفسه نسب مبيعات عالية، لاحقا وجب على مبتغي الشهرة أن يشكل في ألبومة ما بين أغانٍ مصرية ولبنانية اللهجة، ولابد من أغنية باللهجة الخليجية للترويج في أسواق الخليج.
إلا أن ما تشهده الساحة الفنية اليوم، جعل من الغناء باللهجة الخليجية يتصدر القائمة بجدارة، فالكثير من المطربين خصوصا مطربي بلاد الشام، يصدرون اليوم مجموعاتهم الموسيقية باللهجة الخليجية، مستهدفين بالدرجة الأولى أسواق الخليج، والمستمع الخليجي. فنرى أخيرا فنانات لعل من أبرزهم الفنانات اللبنانيات نانسي عجرم، ويارا، ومريام فارس، يصدرن أغاني تتصدر قوائم الأغاني الناجحة لهذا الموسم، وجميعها باللهجة الخليجية، ومن تأليف كتاب وشعراء خليجيين.
وعلى رغم من أن أسواق كل من دول بلاد الشام، ومصر والمغرب العربي، قد تكون قادرة على تصريف عدد أكبر من الأشرطة أو الـ CD، إلا أن دول الخليج باتت الهدف الأول للمنتجين والمطربين، وصناع النجوم ومديري أعمالهم. فوسائل الإعلام المختصة بكل ما هو خليجي بدأت تتزايد أخيرا، سواء أكانت مختصة بالفنون الغنائية أو بغيرها، وسواء أكانت هذه الوسيلة تلفزيون أو راديو أو حتى مواقع إلكترونية، ومن هذا المنطلق أصبح من المبرر تكثيف الإنتاج الفني الذي يتلائم ومتطلبات هذه الوسائل، خصوصا وأنها تحظى بشعبية كبيرة بين أوساط الشباب سواء أكانوا خليجيين أو من دول عربية أخرى. من جهة أخرى يرجع البعض هذا الازدحام بالأغاني الخليجية المقدمة من قبل فنانين وفنانات غير خليجيات، إلى أن المردود الأكبر للفنان وفريق عملة يتم تحقيقيه من خلال الحفلات والجولات الغنائية، والحفلات المقامة في دول الخليج تعتبر الأعلى قيمة للفنان. وعلى هذا فإن الجمهور الذي سيعود من خلاله على الفنان بأكبر عدد من الحفلات سيكون الأقرب لنتاج الفنان الغنائي، والأوفر حظا في تلبية طلباته من قبل الفنان وفريق عمله.
وعلى رغم نجاح الكثر من الفنانين والفنانات في غناء روح الأغنية الخليجية، وتأدية إيقاعاتها وإجادة نطق كلماتها ومفرداتها، إلا إن هذا لا ينفي رداءة أداء آخرين، ممن يحاولون أن يوجدوا لأنفسهم مكانا سواء أتقنوا الصنعة أو كانوا مجرد دخلاء عليها. كما أنه من الملاحظ أن غالبية هذه المحاولات في الأغنية الخليجية جاءت من قبل فنانات دونا عن الفنانين، الذين اكتفوا في غالبية الأحيان بالغناء بلهجاتهم المحلية أو ي حال التنويع فإنهم قد يلجأون للغناء باللهجة المصرية.
ولا يمكن القول إن رغبة الفنانين بالربح هي السبب الوحيد لكثرة النتاج الخليجي من قبل مطربين غير خليجيين، فالموجة التي بدأت تظهر أخيرا لإيجاد موضوعات متقدمة للنموذج الفني الخليجي سواء أكان دراميا أو غنائيا على الشاشات العربية، بحيث ينافس الإنتاج الفني المنتج في دول عربية قريبة، كان له دورا أساسيا في رواج هذه الظاهرة، فبعد أن كانت اللهجة الخليجية، أو على الأقل مجموعة من كلماتها ومفرداتها تعتبر غريبة على المشاهد أو المستمع السوري أو اللبناني أو المصري... جاءت المسلسلات الخليجية لتلعب دورا مهما جدا في تقريب هذه اللهجات من المجتمعات المجاورة لدول الخليج، ما يسر عليها فهم الأغنية الخليجية وحفظها، وبالتالي التفاعل معها عن قرب أكثر، وزيادة الطلب عليها.
العدد 1940 - الجمعة 28 ديسمبر 2007م الموافق 18 ذي الحجة 1428هـ
البيوت
ادري بان الا بقوبه مو مناسب الى الموضوع بس احنا نبي بيت
وشكرا