العدد 1938 - الأربعاء 26 ديسمبر 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1428هـ

المواطن والمواتن

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يفتخرالإخوة الخليجيون من الجيران (إماراتيين وكويتيين وقطريين إلخ) بكلمة مواطن... وأصبحت الكلمة الحرة السعيدة التي إذا ما قالها أحدهم ينظر إليه الآخرون بحسد، وكأنه إنسان يعيش في الجنة (جنة النعيم) والسبب في ذلك هو حصوله على معظم أو حقوقه الحياتية كافة من سكن وتعليم ووظيفة... إلخ، ويُميّز على غيره حتما وعلى كلّ من يعيش في تلك الديار.

وأحيانا تقال (أنا مواتن) بفخرأيضا وإعزاز على رغم أنّه المتنعم بها أخذ تلك المواتنة من دون تمكنه من لغة الضاد!

أكيد، إنّ ذلك ليس هو بيت القصيد، وإنما هو الانتماء إلى تلك البلاد التي أعطتهم كلّ ما يحلمون به من مميزات وحقوق كما أنعم الله سبحانه عليها من الخيرالوفير!

ولكن لايزال هنالك فرق بين الاثنين، فالمواطن مميّزعلى المواتن وجذوره تعطيه حقوقا أكثر من الآخر والمواطن من الدرجة الأولى يختلف عنه من المواتن من الدرجة الثانية في المميزات!

ومع أنني قد لا أتفق كثيرا مع تلك المواطنية المقسمة ولكن ذلك قد يعطينا فكرة أو يعزز لدينا أهمية المواطنين أبناء تلك البلاد الأصليين وبأنّ حقوقهم مضمونة بغض النظرعن الإضافات في البلاد من أنواع المواطنية أوالمواتنية! فهو حينما يرى الأجنبي ينعم بذلك الخيرلا يصيبه الحسد من ذلك؛ لأنه يعيش منعمّا في بلاده وقد آل إليه من حب ذلك الوطن الشيء الكثير.

أمّا في بلاد خليجية أيضا أخرى فالمواطن يُعامل بأقل منزلة من المواتن أو الأجنبي والغريب عن الديار... فهو لا يحصل على نفس الأماكن الحسّاسة في التوظيف التي يصل إليها الآخرون ولا ينعم بالخير الوفير الذي أنعم الله به على بلاده... فبقى كما هو في نفس تعتيره وهمه وبيوته وقراه القديمة، من دون الالتفات إلى دخله الشهري المنخفض أو حاجاته للكماليات والتي باتت من الأساسيات في أيامنا هذه من تعليم وصحة، وبقى عاطلا عن العمل!

ويجد أنّ الامتيازات لديهم تفوق كثيرا عن امتيازاته وحينما بدأ في الاحتجاج بصوت مع قلم وورقة... لم يُستمع إليه وطال أمد انتظاره... فلجأ إلى رفع ذلك الصوت وأصبح أكثرعنفا لتمكينه من الحصول على حقوقه الشرعية في وطنه.

إنّ الأصوات التخريبية من الحرق والتدمير هي حتما ليست من الوسائل أوالأصوات المطلوبة للحصول على ما نريده، إذا علينا العودة إلى أصوات الحوارالمنخفض وتنفيذ الوعود وإعطاء كل ذي حق حقه لمنع التشتت ومنع المتلاعبين في إيجاد الفرصة السانحة لتدميرالأوطان (والتصيّد في الماء العكر)، وتأجيج الأوضاع بحجة الطائفية المزعومة! فالحوارثم الحوار هوالوسيلة العصرية للتفاهم والجلوس على الطاولة وكتابة الأرقام وتنفيذ الأفعال وإعطاء جميع الامتيازات للمواطن أكيد من دون تردد أو تأجيل أو خوف منه لأسباب غير منطقية!

ولا خيرَ في حضارة تبنى بعيدا عن أبنائها، وفي وطن لا يعرف قيمة شعبه، علنا نرحم تلك الأصوات وألا نكسرها أو نقسوعليها قبل سماع شكواها وإعطائها حقوقها.

لقد باتت أجسادا منهكة متعبة تريد حظها في البقاء والعيش الكريم، من دون معاناة يومية

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1938 - الأربعاء 26 ديسمبر 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً