تشكل البرازيل والاكوادور وبنغلاديش والهند وباكستان وإيران وتركيا والمغرب، بعض الأمثلة على دول تقع فيها جرائم شرف. درست إنجا ويهلر - شوك هذه الظاهرة مستخدمة مثالا من المجتمع الأردني. وتحدثت نعيمة الموسوي، الكاتبة في Qantara.de مع المختصة في العلوم السياسية.
ما هي جريمة الشرف فعليا؟
- إنجا ويهلر - شوك: تقع جريمة الشرف عندما تُقتَل امرأة من قبل أحد أفراد أسرتها بهدف إعادة ترسيخ شرف العائلة. ويُنتهك الشرف نتيجة سوء تصرف أخلاقي فعلي أو مدعى من طرف المرأة. ويكون سوء التصرف هذا جنسيا بطبيعته، ولكنه يمكن أن يتخذ صورا أخرى كثيرة، كالعصيان العام؛ من التواصل مع رجل أو علاقة خارج الزواج. وأحيانا يكون حتى نتيجة مؤسفة لوقوع المرأة ضحية لعملية اغتصاب سفاحية.
ما مدى انتشار ممارسة القتل من أجل الشرف؟
- إنجا ويهلر - شوك: بحسب تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان يجري قتل خمسة آلاف امرأة وفتاة في أنحاء العالم كل سنة في جرائم شرف. وتعتبر باكستان الدولة التي يقع فيها أكبر عدد من جرائم الشرف، حيث تقع أكثر من 500 جريمة شرف سنويا هناك، ولكن من الصعوبة بمكان التعامل مع أرقام محددة، إذ إن عدد الحالات غير المسجلة مرتفع جدا. في الكثير من الحالات لا تسجل جرائم الشرف على أنها كذلك من قبل الشرطة، إما لعدم وجود وعي بها أو لأن الجرائم تم إخفاؤها بشكل ذكي كحوادث أو حالات انتحار. باكستان بلد مسلم، وهذا يؤكد الافتراض السائد بأن جرائم الشرف هي تعبير عن الثقافة الإسلامية.
يُفترض أن هذه الممارسة مرتبطة بالإسلام لأن غالبية جرائم الشرف ترتكب في دول إسلامية، إلا أن عقدة الشرف أو ممارسة جرائم الشرف ليستا متأصلتين في الإسلام. فكرة نقل ضياع الشرف من شخص إلى آخر أو إلى مجموعة، فكرة غريبة عن الإسلام، على سبيل المثال. إضافة إلى ذلك، فإن القرآن الكريم يحتوي على نهي أساسي عن القتل. كما يُمنع الأفراد من القيام بتنفيذ القانون بأنفسهم.
ويمكن أن نجد عقدة الشرف التي أتحدث عنها في أي مكان يتشكل فيه الهيكل المجتمعي من المفهوم العائلي الوراثي أو السيطرة الأبوية، مضافا إليها التأثير الديني القوي. ليست ممارسة القتل من أجل الشرف موجودة في الدول الإسلامية فحسب وإنما في دول أميركا اللاتينية كالبرازيل والاكوادور.
لقد درستِ جرائم الشرف في الأردن وليس في الاكوادور على سبيل المثال، حيث كان من الممكن دحض الإجحافات السائدة. لماذا؟
- إنجا ويهلر - شوك: شعرت أن من الأهمية بمكان دراسة حالة دول عربية مسلمة خصوصا، بهدف متابعة السؤال السابق، عما إذا كانت جرائم الشرف متأصلة في الإسلام أو في الثقافة العربية أو في القانون القبلي. بالنسبة لي يمثل الأردن حالة مثيرة للاهتمام بشكل خاص، لأن الدولة حصلت على قدر استثنائي من الاهتمام العام في السنوات الأخيرة في النقاش العالمي بشأن جرائم الشرف، إضافة إلى ذلك، ومقارنة بدول أخرى تقع فيها جرائم شرف، يبرز الأردن من خلال إجراءات مطردة كثيرة موجهة نحو العنف ضد المرأة. وأخيرا وليس آخرا، يجب أن نتذكر أن المناخ السياسي يلعب دورا محددا في بحث كهذا. بعكس إيران، على سبيل المثال، أو باكستان، لقد جعلت عملية إدخال الليبرالية إلى الأردن من الحوار العام في المشكلة أمرا ممكنا.
ما هي التداعيات القانونية لجرائم الشرف بحسب القانون الأردني؟
- إنجا ويهلر - شوك: لا توجد جريمة «القتل من أجل الشرف» في القانون الأردني. لذلك فإن التوصيف القانوني هو عادة جريمة من الدرجة الثانية عقابها 15 سنة في السجن، أو جريمة قتل من الدرجة الأولى وعقابها الإعدام، ولكن هذه العقوبات القصوى نادرا ما يتم تنفيذها. العرف السائد هو أن يحصل المتهم الذي تثبت عليه جريمة القتل من اجل الشرف على حكم مخفف جدا.
هل يلعب الوضع السياسي السائد دورا في مشكلة جرائم الشرف؟
- إنجا ويهلر - شوك: من المحتمل أن مناخ النزاع السائد في الدول المجاورة أدى إلى هذا التصرف الذي يتسم بالقسوة في المجتمع الأردني. بحسب تحليل لمنظمة Amnesty International، يمكن ملاحظة عدد أعلى من حوادث جرائم الشرف في الكثير من المجتمعات حيث تصطبغ الحياة بنزاعات عنفية.
* إنجا ويهلر -شوك /متخصصة في مجال العلوم السياسية (جامعة برلين الحرة/ معهد الدراسات السياسية في باريس) وتعمل مستشارة في مجال سياسات النوع الاجتماعي والأسرة والشباب في مؤسسة سياسية ببرلين، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند
إقرأ أيضا لـ "Common Ground"العدد 1938 - الأربعاء 26 ديسمبر 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1428هـ