العدد 1938 - الأربعاء 26 ديسمبر 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1428هـ

ازدهار صناعة السينما في هوليوود رغم الرؤى المتشائمة

على رغم من إنتاج أفلام سينمائية بموازنات ضخمة إلاّ أنّ شبكة الإنترنت تهدف إلى استقطاب جمهور السينما العالمي ولصرف نظره عن القصص الأميركية. وعلى رغم هذه الرؤى المتشائمة إلا أنّ هوليوود قد شهد هذا العام إحدى أنجح سنواتها على الإطلاق، إذ قدمت مجموعة متنوعة من الافلام لفئات مختلفة من الجمهور في أنحاء العالم.

وبلغت إيرادات دور العرض الأميركية بحلول نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي 8.62 مليارات دولار، بزيادة قدرها 4.4 في المئة عن العام الماضي وتسعة في المئة عن العام 2005، وذلك على رغم اتجاه المزيد من الاشخاص إلى الإنترنت بحثا عن التسلية. والسبب وراء هذا النجاح الباهر في غاية الوضوح، وهو عرض قائمة من أفضل الافلام ذات الايرادات الضخمة في دور العرض. وبلغت إيرادات الجزء الثالث من فيلم «الرجل الوطواط» 337 مليون دولار، فيما حصل فيلم «شريك الثالث» على 321 مليون دولار و»المتحوّلون» على 320 مليون دولار و»قراصنة الكاريبي: في نهاية العالم» على 310 ملايين دولار و»هاري بوتر وجماعة العنقاء» 292 مليون دولار و»ذا بورن ألتيميتم» 227 مليون دولار.

وعلى رغم من مدى ضخامة هذه الايرادات إلا أنها لا تقارن بحجم الايرادات التي حققتها تلك الافلام في الخارج والتي جاء على رأسها فيلم «قراصنة الكاريبي» بإيرادات بلغت 652 مليون دولار ثم جاء «هاري بوتر» الذي حصل على إيرادات مشابهة تقريبا، ثم جاء فيلمي «الرجل الوطواط» و»شريك الثالث» بإيرادات 554 و473 مليون دولار على التوالي.

وتتوقع تقديرات صناعة السينما حاليا أن إيرادات دور العرض بالخارج ستشكل أكثر من 65 في المئة من إجمالي إيرادات دور العرض لافلام هوليوود. ويأتي جزء من الزيادة في حجم الايرادات الخارجية إلى انخفاض قيمة الدولار، كما يعود، وللسخرية إلى النزعة الواضحة المناهضة للافلام الأميركية في الكثير من أنحاء العالم.

ولا ينطبق هذا السبب على المخرج كلارك بريجام الذي لم يحقق فيلمه «احفظه لما بعد» نجاحا في دور العرض الأميركية ولكنه على رغم من ذلك تمكن من تحقيق مكاسب جيدة في دور العرض العالمية. ولا يعني هذا أن هوليوود ستعيش في سعادة أبدية. فقد كان لها هذا العام الكثير من المحاولات الناضجة للتركيز على قضايا لها أهميتها يعايشها العالم.

فيما فشلت أفلام مثل «رينديشن» الذي تدور أحداثه حول سبل الاستجواب التي تتبعها وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) وفيلم «أسود من أجل الحملان» الذي يدور حول الجنود الأميركيين في أفغانستان وفيلم «وادي إيلا» الذي يدور حول المحاربين العائدين من العراق، في تحقيق إيرادات في دور العرض، إذ فضل الجمهور عدم الخلط بين السياسة والترفيه.

وقال المحللون في هوليوود إن عوائد دور العرض لا تسجل أرقاما قياسية عندما ترتبط أسعار التذاكر بمعدلات التضخم. وقال دان فيلمان رئيس التوزيع الداخلي في شركة «ورنر برذرز بيكتشرز»: «عليك أن تدرك في المقام الأول أنه قبل بيع أول تذكرة (من الفيلم) يجب عليك استرداد 300 مليون دولار وهي تكاليف الفيلم»، مضيفا أنه «من الصعب الحكم على مدى جودة صناعة السينما بأكملها من خلال موسم صيف واحد».

وقد يعني جزء من كلامه أنه قد يكون هناك استراتيجية لتجنب المطالب المالية لنقابة مؤلفي الأفلام الذين ينظمون إضرابا منذ بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وتقدر قيمة الخسائر التي تكبدتها صناعة السينما نتيجة الاضراب - وهو الأول منذ العام 1988 - بأكثر من 20 مليون دولار يوميا. ويؤثر الاضراب في صميم المأزق الحالي بهوليوود، فيثير تساؤلات: كيف ستتمكن ستوديوهات السينما من تحقيق إيرادات بعد مرور ما بين خمس وعشر سنوات من الآن؟ فالكثير من الافلام موجودة بالفعل على الإنترنت وأجهزة الاي فونز سواء مقرصنة أو قانونية.

العدد 1938 - الأربعاء 26 ديسمبر 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً