العدد 2281 - الأربعاء 03 ديسمبر 2008م الموافق 04 ذي الحجة 1429هـ

الأب يندفع لإنقاذ ابنته والعنف الطريق الأسرع

«اختطاف» يتحدث عن تواطؤ الأجهزة بتجارة الممنوعات والدَّعارة

ماذا يفعل الأب إذا أقدمت عصابة على اختطاف ابنته المراهقة والبريئة وحاولت إجبارها على دخول سوق الدَّعارة عنوة؟ ببساطة سيقدم الأب على استخدام كل الوسائل الممكنة والمستحيلة لمنع حصول الاحتمال. هذا بالضبط ما حصل مع رجل أميركي مطلق من زوجته بسبب غيابه الدائم عن المنزل وعدم رعايته لتربية ابنته. فالأب كان يعمل في جهاز الحماية التابع إلى المخابرات وبسبب سرية مهنته وخطورتها كان ينتقل من مكان إلى مكان ما أدى إلى تحطيم أسرته وعدم اهتمامه بها. إلا أن الأب قرر في النهاية التقاعد والانتقال إلى مكان قريب من ابنته التي أخذت تعيش في كنف «والدها» الجديد.

الابنة التي احتفلت بعيد ميلادها (17 سنة) قررت أن تذهب في رحلة سياحة مع صديقتها إلى باريس بعد موافقة والدها الطبيعي.

إلا أن الأب المأخوذ بمهنته (المطاردة، والحماية، والشك) أعطى ابنته هاتفا وطلب منها الاتصال به فور وصولها إلى فرنسا حتى يطمئن إلى وضعها لكونها تسافر وهي لاتزال تحت السن القانونية.

ما حصل عزز شكوك الأب. فالابنة تتعرض مع صديقتها لحادث خطف نظمته عصابة من الألبان تحترف هواية إغراء الفتيات القاصرات بقصد توريطهن في الدعارة. والأب القلق كان على الهاتف لحظة وقوع الجريمة بعيدا عن مكان إقامته في لوس انجليس. ووجود الأب على المقلب الآخر ساعده على التقاط إشارات يمكن استخدامها لتوصل إلى خيط العصابة.

هذه المقدمة تشكل بداية فيلم «اختطاف» الذي يعرض حاليا في سينما السيف. المقدمة عادية ولكنها تتحول إلى سيناريو عنيف حين يقرر الأب المدرب على المطاردة والقتل والتعذيب أن يلاحق العصابة في العاصمة الفرنسية. وهكذا يتحول الأب إلى «مجرم حرب» خوفا على ابنته الوحيدة والقاصرة من التورط في كارثة يصعب معالجتها بسهولة في حال وقعت. وحتى لا تقع المصيبة يندفع الأب في مهمة الإنقاذ إذ عليه أن ينتهي عمله ببسرعة وبأقل من 96 ساعة، وهي المدة الزمنية التي تحتاج إليها عصابة الخطف حتى تجبر الفتاة على الانصياع تحت تأثير الضرب والمخدرات.

96 ساعة ليست كافية للأب في حال قرر اعتماد القانون والإجراءات الروتينية والتوجه إلى الأجهزة الفرنسية لمساعدته على عملية البحث والملاحقة. لذلك وخوفا من ضياع الوقت استخدم طرقه الخاصة التي تعتمد السرية والتعذيب للحصول على المعلومات من الأطراف القريبة أو البعيدة من العصابة.

تواطؤ الأجهزة

«اختطاف» فيلم عنيف والسيناريو يجتهد لإقناع المشاهد بأن ما يحصل مسألة ظرفية أضطر الأب إلى اتباعها دفاعا عن شرف ابنته. وبسبب ضيق الوقت لا مفر من اللجؤ إلى مختلف الوسائل لمنع العصابة من تحقيق غرضها. وهذا ما ينجح فيه الأب في النهاية بعد سلسلة عمليات من القتل والملاحقة والمطاردة وجمع المعلومات بالقهر والتعذيب. فالقوة العمياء والبطش والجنون والتوتر والإحساس بالمسئولية والخوف على فقدان الابنة الوحيدة كلها اجتمعت في عناصر مشتركة ودفعت الأب إلى خوض مغامرة قاسية مستفيدا من تجاربه المرة والطويلة في عالم المخابرات. وهذه الأسباب المجتمعة تعطي بعض الأسباب التخفيفية لتقبل موضوع الإفراط أو المبالغة في استخدام العنف ووسائل القهر والتعذيب للوصول إلى الهدف بأسرع وقت ممكن.

هذا الجانب يشكل صفحة من سيناريو «اختطاف» أما الصفحة المقابلة فهي توجه رسالة ليس إلى العصابات التي تتاجر بسوق الدعارة فقط وإنما إلى الأجهزة الرسمية المفترض أنها تتولى حماية أمن الناس وأعراضهم من الخطر أيضا. فهذه الأجهزة يجب أن تتحمل مسئوليتها وتقوم بواجباتها وألا تتساهل أو تغض النظر عن نشاطات هذه المجموعات مقابل مبالغ من المال وتسهيلات في الحياة العامة واليومية.

الفيلم يوسع دائرة الاتهام ويشير إلى دور الأجهزة والتواطؤ مع العصابات لتسهيل أنشطة غير شرعية وترويج ممنوعات والاتجار بالبشر لكسب زبائن أغنياء لا يحترمون الإنسان ولا يعطون للبشر قيمتهم الخلقية. فهذا النوع من الأفعال الشنيعة لا يمكن له أن يمر فوق القانون ولكنه للأسف، كما يشرح سيناريو الفيلم، لا يمكنه أن ينجح من دون تغطية من أجهزة يفترض أنها تطبق القانون وتحمي الناس من العصابات التي تحاول تجاوزه

العدد 2281 - الأربعاء 03 ديسمبر 2008م الموافق 04 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً