قالت فنية التغذية بقسم التغذية بإدارة الصحة العامة بشرى الحمران: «إن التغذية الصحية في رمضان تعني عدم إملاء المعدة وإتخامها بالمأكولات والمشروبات الكثيرة، بل إمداد الجسم بالغذاء اللازم لتجديد القوة والطاقة المستهلكة ولبناء ما تلف من خلايا الجسم وهي فرصة لإعطاء فترة راحة لأعضاء الجهاز الهضمي وباقي أعضاء الجسم لذلك يجب أن تكون النظرة للطعام أكثر عمقا وواقعية بحيث يختار الشخص منه أقله ضررا وأكثره نفعا».
وأوضحت أن الصيام يحدث تجديدا لـ10 في المئة من خلايا الجسم في العشر الأوائل من رمضان، وخلال الأيام العشرة الثانية يحدث تجديدا لنحو 66 في المئة من خلايا الجسم أما العشرة الثالثة فيحدث تجديدا لجميع خلايا الجسم، كما ثبت أن التركيز يكون في أعلى حالاته خلال نهار رمضان وتزيد المناعة عشرة أضعاف المناعة العادية للإنسان، كما اكتشف أن هناك حالات مرضية كان يعتقد أنها تتأثر سلبا بالصوم، مثلا آلام الكليتين وتكوين الحصيات، لكن على العكس تم اكتشاف أن صوم رمضان يساعد على تركيز أملاح الصوديوم في الكلى وهذه الأملاح تذيب الحصوات التي تتكون في الكلى وخصوصا إذا تم تناول كميات كافية من السوائل.
وتابعت أما فيما يخص المراعاة التغذوية فهناك ضرورة تعجيل الفطور وتأخير السحور فالإنسان يعتمد على المخزون في الكبد، إذ يقوم الكبد بتخزين ما يسمى بالجلايكوجين الذي يتحول إلى الجلكوز فينظم سكر الدم لأن المخ لا يتغذى إلا على السكر فالكبد يعطيه من المخزون، ويبدأ الكبد يحث الفضلات لتحليل الدهون وتحويلها إلى طاقة وأثناء تحليل الدهون تتكون الأجسام الكيتونية وبذلك يتم تفادي الغيبوبة.
وأضافت قائلة: كما أن سنة رسولنا الكريم (ص) في الإفطار على التمر واللبن لها مغزى كبير فالتمر يمد الجسم بكل احتياجاته من السكريات والأملاح، واللبن يمدنا بالبروتين والدهون والعناصر المعدنية والفيتامينات بالإضافة إلى أنهما لا يحتاجان إلى عملية هضم معقدة مثل معظم الأغذية لذلك لا يصاب الجهاز الهضمي بالإرهاق، كما يساعد التمر على وصول السكر إلى المخ في وقت قصير، ما يؤدي إلى تهدئة الأعصاب والتغلب على الصداع الذي قد يشكو منه الصائم.
وبشأن السحور قالت الحمران: يجب تناول الأغذية سهلة الهضم وقليلة الدهون حتى لا تزيد إحساس الصائم بالعطش والحرقان والحموضة، وخاصة أن الكثيرين يعتقدون بالحاجة إلى الوجبة الثقيلة في السحور حتى لا يشعر الإنسان بالجوع في فترة النهار وهذا اعتقاد خاطئ، فالسحور يجب أن يكون مغذيا للجسم بمحتواه من العناصر المحتاجة وسهلة الهضم.
وللمحافظة على نشاط وحيوية الجسم خلال فترة النهار أشارت الحمران إلى أنه يفضل تناول الخبز، الفواكه، الألبان قليلة الملوحة، الأرز، البطاطا، الخضروات المطهية وبكميات معقولة، لأن تناول كميات كبيرة وعالية بمحتواها من الدهون والبروتينات والسكريات قد تصيب الصائم بالعطش أثناء النهار، لأن عملية الامتصاص والهضم تحتاجان استهلاك كميات من سوائل الجسم بحسب محتواها من هذه المكونات.
العدد 2537 - الأحد 16 أغسطس 2009م الموافق 24 شعبان 1430هـ