قد لا يكون الفن ولا الثقافة الآسيوية لشبه القارة الهندية ببعيدين عن مجتمعنا كثيرا كبعد تلك القارة جغرافيا، إلا أن ملامح التلاقح الفكري الذي أسست له حركة التجارة عبر الخليج العربي، وانتقال السفن والبضائع، الذي تطور إلى انتقال العمالة من تلك البقعة المكتظة إلى مساحات يكون فيها العمل والرزق متوافرين بشكل أكبر في منطقة غنية كمنطقة الخليج، جعل من تلك الأجواء أمرا قريبا لنفس المتلقي البحريني، إلا أنه عاد لكي يتصادم مع واقع فني تشكيلي جديد ومتطور، قدمه غاليري البارح بالتعاون مع شركة آرت سـيلكت في معرض بدأ السبت 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي واستمر ليومين.
المعرض الذي تنتقل به شركة آرت سـيلكت بين دول مختلفة، يجمع عددا كبيرا من لوحات لفنانين من الهند وباكستان، وهي مجموعة مختارة وفق معايير جودة وجمال العمل، بخلاف التفاوت في مستويات الفنانين الذين تقتني الشركة مجموعتها منهم، إذ يتشكلون من أساتذة في الفنون التشكيلية، إلى جانب عدد من الموهوبين الشباب الذين تبرز أعمالهم ويبرز نتاجهم الفني على الساحة.
مسئولة التواصل والعلاقات العامة بالشركة أمبيكا فورا حدثتنا عن المعرض وفكرته، ذاكرة بالقول «نطلق على هذا المعرض مسمى الفراشي المختلفة، وذلك لأننا نملك مجموعة من الفنانين المشاركين فيه من الهند وباكستان بمستويات تتفاوت بين الفنانين المحترفين والمبتدئين، وهو معرض متنقل، استضافت دبي عرضه الأول، فيما كان الثاني في سلطنة عمان، وهذا المعرض الذي نقيمه الآن في البحرين هو الثالث، الذي هو بالتأكيد ليس آخر معارضنا هنا، إذ تشكل البحرين سوقا للأعمال الفنية تستحق الإحترام، وهو ما تحققنا منه حينما أقمنا معرضا مشابها العام الماضي في شهر فبراير، وتفاجأنا بالتفاعل بين الجمهور والأعمال المقدمة».
المعرض الممتد على مدى يومين، احتوى على عشرات الأعمال التي تشكل ثقافة غنية من تلك المنطقة، عكست التطور الفني الذي شمل الفنانين في بلادي الهند وباكستان، فكان للزوار تنوع في الأعمال بتنوع وتلون تلك البلاد.
وعن المعرض المقام في البحرين قالت فورا «هذا المعرض نقيمه في البحرين لمدة يومين، وذلك عملا بالموازنة التي تم رصدها لإقامته هنا، إذ لاحظنا أن الزوار يأتون على شكل جماعات صغيرة، لكنه كان جيدا جدا، والممتع أننا شاهدنا الكثير من العرب المهتمين، رغم أننا معتادين على رؤية الجمهور من الهنود والباكستانيين، لكن البحرينيين كانوا يتدفقون على المعرض للتعرف والاطلاع، وذلك قد يكون بسبب الكوفي شوب الذي نقيم فيه المعرض، أو هو الثقافة الفنية لدى الجمهور».
وفي توضيح لنظام عمل الشركة والمعارض التي تقيمها، واصلت «نظامنا يعمل على قيام الشركة بتجميع العديد من الأعمال المتميزة، وعبر فترة طويلة من العمل في هذا المجال، توصلنا إلى تحديد عدد من الفنانين الذين تلقى أعمالهم إقبالا أكبر من قبل الجمهور، لذا فإننا نقوم بشرائها وتخزينها أنّى وُجدت، ثم نقوم بإعادة تقديمها للناس على دفعات من خلال المعارض التي نقيمها، وذلك بالنظر إلى طبيعة السوق، ففي معرضنا الذي أقمناه في عمان، غلب على ما قمنا بتقديمه أعمال الفنانين الهنود، على حساب الفنانين الباكستانيين، وهي أمور نقوم ببحثها قبل البدء في العمل».
واختتمت مسئولة التواصل والعلاقات العامة بشركة آرت سـيلكت المالكة لأعمال المعرض الحديث مجيبة على سؤال عن آلية ونوعية الأعمال المختارة للتقديم في البحرين من قبل الشركة بالقول «ما يحصل أننا في الشركة، حينما نقيم معرضا، أو نرسم خطط المعرض، فإننا نبحث عن تقديم ما يرضي مختلف أذواق ورغبات كل شخص يمشي في أروقة المعرض، فمثلا في هذا المعرض الموجود هنا في البارح، تجد أن أغلى عمل قد يكلف 40 ألف دينار بحريني، فيما يوجد عمل يكلف 800 دينار بحريني، لذلك هناك شيء لكل شخص، فمعارضنا ليست مقتصرة على تقديم أعمال للأغنياء وحسب، ولكننا نسعى لتقديم ما يناسب جامعي الأعمال اليافعين كي يجدوا ما يمكنهم اقتناؤه، كما أن المعرض يقدم كما ذكرت سابقا مستويات مختلفة للفنانين المشاركين بين المحترفين والمبتدئين، إذ نتيح مثلا في هذا المعرض المجال لفنانين جدد على الساحة، نستشعر أن لهم مستقبلا واعدا في المجال الفني»
العدد 2281 - الأربعاء 03 ديسمبر 2008م الموافق 04 ذي الحجة 1429هـ